تنبأ المرشح الرئاسي لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي بأن منافسيه الليبراليين سيبتلعون مخاوفهم من الحكم الإسلامي ويصوتون له، ليفوز في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية على منافسه أحمد شفيق ، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وفي أول مقابلة له مع الإعلام الدولي منذ فوزه في الجولة الأولى، سعى مرسي إلى جذب الثوار بالتعهد بأن يبقى الرئيس الذي أسقطوه في السجن إلى الأبد إذا انتخب، أيا كان الحكم الذي سيصدر يوم السبت في القضية التي يحاكم فيها.
وفي حديثه مع رويترز أمس الخميس، قال مرسي الذي يعمل هو وجماعته السياسية -التي حولته من رجل غير معروف إلى منافس على منصب الرئيس- على كسب تأييد الليبراليين الذين يشعرون بخيبة أمل ويواجهون اختيارا محرجا بينه وبين آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك، “لا أتصور أبدا أن تفرج المحكمة عن مبارك.. كلمة الإفراج هذه لا محل لها الآن”.
وبعد ثلاثة أيام من إعلان نتائج الجولة الأولى التي أجريت الأسبوع الماضي والتي أكدت أن مرسي (60 عاما) الذي درس الهندسة في الولايات المتحدة سيواجه قائد القوات الجوية السابق أحمد شفيق الذي لا يزال يقول إن مبارك مثله الأعلى، لم يحصل مرشح حزب العدالة على تأييد أي من المرشحين الخاسرين الكبار.
وعرض مرسي عددا من السياسات التي استهدفت جذب الوسط، وشدد على أنه البديل الوحيد لمزيد من الحكم العسكري أيا كانت الشكوك والهواجس تجاه جماعة الإخوان التي أربكت من أطلقوا الاحتجاجات المناهضة لمبارك.
وقال مرسي إن الشعب الذي ثار على مبارك لن يقبل نظامه مرة أخرى، مشددا على أن الإخوان المسلمين كانوا شركاء في الثورة التي يقول منتقدون إن الإخوان لا ينتسبون إليها تماما بسبب تردد الجماعة في مناهضة نظام مبارك.
وبينما تقترب الانتخابات حصل مرسي على تأييد السلفيين الذين يشكلون ثاني أكبر كتلة في البرلمان، لكنه لم يحصل حتى الآن على تأييد مرشحي الوسط الذين خرجوا في الجولة الأولى، وربما يكون بحاجة إلى تأييدهم من أجل الفوز.
وقال مرسي في المقابلة التي أجريت في فندق بضواحي العاصمة “إذا لم يدعم كل منهم مرشح الثورة والمضي إلى الاستقرار والحرية الحقيقية وإلى مصر الجديدة، فمن يدعم؟”. وأضاف “أنا يقيني أنهم يدعمون مسيرة الثورة”.
مصير مبارك
وبينما يسود الاستقطاب جميع أرجاء مصر، لم يسع مرسي فحسب لتقديم نفسه باعتباره الوريث الحقيقي للثورة على مبارك، وإنما استنكر أيضا قول حملة شفيق إنه الوحيد الذي لديه خبرة الإدارة التي تسمح له بتحقيق وعوده.
وقال مرسي الذي تعهد بترك جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة إذا انتخب ليكون رئيسا غير حزبي، إن “النظام السابق لم ينجز شيئا في اتجاه مصلحة الشعب المصري… إنه نظام فاشل”.
وبشأن مصير مبارك (84 عاما)، قال مرسي إنه في حال انتخابه فلن يلتزم بأي قرار تصدره المحكمة التي عينها نظامه والمقرر أن تنطق حكمها عليه يوم السبت في تهم قتل المتظاهرين والفساد.
وقال مرسي إنه بغض النظر عن الحكم فإنه سيعمل على كشف الأدلة من أجل محاكمة جديدة للرئيس المخلوع لضمان إدانته بتهم الفساد وتزوير الانتخابات وغيرها من الجرائم التي ارتكبها خلال حكمه. وقال “أؤكد على ضرورة أن تعاد محاكمة هؤلاء طبقا لأدلة اتهام جديدة، ولا أتصور أن ذلك صعب أو مستحيل”.
وتابع أنه واثق من أن جولة الإعادة ستكون نزيهة، لكنه قال إن بقايا الحزب الوطني الديمقراطي المنحل الذي كان مبارك يتزعمه وسيطر على الحياة السياسية لعقود، يعملون على الأرض ويستخدمون طرقا غير مشروعة. وأضاف أن “العهد البائد له فنون في التزوير”.
المرأة وإسرائيل
وقال مرسي -وهو أب لخمسة- إنه في حال فوزه بالرئاسة لن يقيد حرية المرأة التي ستكون لها الحرية في اختيار ملبسها، مكررا تصريحات أدلى بها هذا الأسبوع عندما قال إنه لن يفرض على المرأة لبس الحجاب.
وتراقب إسرائيل صعود الإخوان بقلق أيضا، حيث تخشى أن تؤدي نتيجة الانتخابات إلى تهديد اتفاقية السلام التي عقدتها مع مصر عام 1979. وقال مرسي إن مصر في ظل حكمه ستظل ملتزمة بمعاهدة السلام، لكنه انتقد مدى التزام إسرائيل بالمعاهدة.
وكان مساعد لمرسي قال إنه في حال توليه الرئاسة فسيكلف آخرين بلقاء القادة الإسرائيليين.
وراوغ مرسي في الرد على السؤال الذي وجهته له رويترز خلال المقابلة: هل سيجلس مع الإسرائيليين؟ وقال إنه سيحكم على الإسرائيليين عبر تصرفاتهم.
وقال “أنا أحترم هذه الاتفاقيات، لكن يجب على الطرف الآخر أن يحترمها بنفس القدر، وإلا فهو الذي يسيء إلى نفسه ولست أنا”.