شريطان مصوران يفضحان تورط الشرطة الفرنسية في تصفية محمد مراح
فجّرت الأستاذة زهية مختاري، محامية عائلة محمد مراح، قنبلة من العيار الثقيل بإيداعها شكوى موثقة ضد الأمن الفرنسي بباريس، دفاعا عن الضحية الجزائري محمد مراح الذي قتله الأمن الفرنسي في ظروف غامضة يوم 22 مارس بعد حصار دام ساعات لمنزله بمدينة تولوز. وقد حصرت المحامية مختاري جملة التجاوزات الخطيرة في حق الضحية مراح والقرائن التي تثبت براءته من العمليات الإرهابية المنسوبة إليه في تولوز
وحصلت ” الشروق” بصفة حصرية على مضمون شريطين بحوزة المحامية مختاري يوثقان اللحظات الأخيرة من حياة مراح والمفاوضات التي اجراها مع الأمن الفرنسي خلال محاصرته ببيته، لمدة دامت ثلاثين ساعة وانتهت باغتياله في ظروف غامضة.
ويتضمن الشريط الأول الذي سيقدم للقضاء الفرنسي الأجواء التي كانت محيطة بعملية ” تصفية محمد مراح” يوم 22 مارس الماضي، حيث يوضح هذا التسجيل وجود نقاط ظل كبيرة شابت القضية وكذا علاقة محمد بعنصر من جهاز الاستخبارات الفرنسية يدعى النقيب جوسايير قبل عملية تولوز وهو يعاتبه على “خيانته له”.
اما الشريط الثاني فيتضمن حوارا بين محمد مراح ومفاوض آخر من المخابرات الفرنسية يدعى جون دانيال دار بينهما حول السماح لصحفيين بالدخول إلى منزله للحديث معه قبل ان يكتشف انهما من الشرطة الفرنسية ثم يترك محمد مراح وصية قبل مقتله يقول فيها ” أنا بريء اكتشفت ان زهير صديقي المفضل يعمل لصالح المخابرات الفرنسية”ويقصد به النقيب جوسايير الذي كان يفاوضه في البداية، حيث يؤكد انه هو من أرسله للتواصل مع “جهاديين” في عدة مناطق من العالم منها العراق، سوريا وحتى الجزائر
مضمون الشريطين كاملا:
الشريط الأول
الاتصال كان مع جوسايير نقيب في المخابرات الفرنسية
ويبدا الشريط بصورة من داخل منزل مراح لإطلاق نار كثيف دام حوالي أربع دقائق وهو يرتدي لباسا مخضب بالدماء في كتفه الأيسر ثم يصور محمد نفسه وهو يقول ” لا إله إلا الله محمد رسول الله ” ثم يجهش بالبكاء.
المتصل: ” ألو محمد اخرج وسلم نفسك ولن يمسك أحد بسوء ان تعرفني وتعرف كلمتي” بشكل يؤكد ان الرجلين يتعارفان من قبل .
محمد :” إذهب إلى الجحيم ايها الخائن أنتم اليوم تقتلوني بأي ذنب ، لم أرتكب أي شيء لم أقتل أي أحد أنت من جررتني إلى ما أنا فيه اليوم لن أغفر لك” وهي كلمات تلخص رفض محمد مراح لتهمة القتل في قضية بقتل ثلاثة اطفال ومدرس يهودي وثلاثة عسكريين بين 11 و19 مارس في تولوز ومونتوبان.
المتصل: ” محمد لن ينفعك المكوث هناك كثيرا، غذا لم تصغ إلي ستنفلت الأمور منا ولن أستطيع مساعدتك إطلاقا، اليكسوندرا رئيسي لديه ملفك ووعد أن يقف معك إلى آخر لحظة”.
محمد: ” كيف تساعدني و أنت من دبر هذه الأمور كلها يا سيد النقيب جوسايير لقد عرفت إسمك الحقيقي وأنت تخدعنا باسم زهير أيها الخائن لدينه وأبناء جلدته”
المتصل: محمد سلم نفسك، قلت لك سنساعدك بكل ما نستطيع ولن نتخلى عنك فانت تعني لنا الكثير، وكدليل على حسن نيتي سادخل المنزل اليك اذا وافقن ونتحدث وجها الى وجه.
محمد: أيها الخائن…..)ويسمع طلقات نارية متبادلة من المنزل ومن الخارج( وينقطع الاتصال.
محمد يصور نفسه ويقول: يبكي لا حول ولا قوة الا بالله كنت أظن ان ذلك الخائن زهير مسلم يحب الاسلام ودين الله لكنه ظهر انه يعمل نقيب في المخابرات الفرنسية، عدو الله الكافر ….)وهو يبكي(.
يسود السكوت والصمت ومحمد ينزف من كتفه الايسر وهو يلبس عمامة وبينن لحظة واخرى كان يسبح ويقول لا اله الا الله دمركم الله يا مشركين 4 مرات.
يرن الهاتف مجددا وهي موسيقى جهادية .. “ سنخوض معاركنا معهم وبكل قوة نردعهم ونعيد الحق المغتصب…. “..
المتصل: ألو…محمد، اسمع كلامي، فعملك هذا يهدد حياتك وحياة عائلتك…أمك ..وشقيقك عبد القادر ومن تحبهم،اسمعني وصدقني ساعمل المستحيل كي تحل هذه المسالة وتعود نظيف كما كنت في السابق، كل شيئ يصلح فسلم نفسك او ابقى في المنزل واحظر انا واخرجك من هناك حتى حتى لا يتعرض إليك احد، انت رجل عاقل يا محمد فما الفائدة ان تموت انت بهذه الطريقة وتترك والدتك التي عانت من اجلك.
محمد: تريد تصفيتي وتقتلني وحدك في المنزل….وبعدها تصنعوا فيلمكم…لن يحدث هذا اما أمي ومن أحبهم فالله يحميهم وهو وليهم، انت لست سوى نذل باع دينه ودنياه للنصارى الحاقدين . واليوم تريدون قتلي و أنا بريئ لم اعمل أي شيئ، فلماذا تقتلوني أنا بريئ .. انا بريئ.
الاتصال كان مع جوسايير نقيب في المخابرات الفرنسية
محمد: لماذا تطلقون النار بالمسدسات الصامتة، انتم تريدون قتلي ولا تريدون ان اعيش، لماذا هذا، هذا ضد ما تدعون من حقوق الانسان والرحمة.
المتصل: محمد انت بهذا التصرف تترك الامور تنقلت من يدي ويتدخل غيري وربما يحدث بعدها إذاءك و إيذاء عائلتك ، اسمعني وخذ النصيحة مني سلم نفسك او أحظر لأخذك و أخذ سلاحك لا ينفعك اليوم أي شيئ.
محمد: حرام عليك يا زهير، أرسلتني للعراق وباكستان وسوريا لمساعدة المسلمين وبعدها تظهر هكذا مجرم ونقيب في المخابرات ،لم أظنك هكذا أبدا.
المتصل: محمد ما وقع قد وقع الأن المهم ان انقذ حياتك و أخرجك من القضية فسلم نفسك أو اسمح لي بالدخول اليك و أحذ سلاحك.
محمد: لن يحصل هذا إلا أن اخرج من هنا ميتا إلى جنة ربي، الله أكبر…..إطلاق النار.
-ينقطع الاتصال ….. ويحصل إطلاق نار كثيف بالرصاص والسلاح الصامت.
محمد يتحدث ويصور نفسه:
“لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما أتاهم الله “
لا تقولوا لقد فقدنا شهيد من طواه الثرى وحيدا مهيبا أنا ما مت فالملائكة حولي…………
الشريط الثاني:
المتصل جون دانيال من المخابرات الفرنسية
المتصل: محمد سلم نفسك معك جون دانيال من المخابرا ت الفرنسية لن يمسك احد بسوء إذا خرجت من المنزل وقدمت سلاحك طواعية لن نؤذيك.
محمد: ماذا يضمن لي كلامكم؟
المتصل: هل تريد ان نحضر امك تتحدث معك؟ وتكون حاضرة هي وخطيبتك؟
محمد: لا أريد أي احد ولا أستمع لها او لغيرها. انتم تريدون الضغط علي بهم.
المتصل: لا نحن متحضرون أنت تعرف فرنسا لن تؤذيك أو عائلتك، فسلم نفسك و ما حصل سيصلح ولن تتم متابعتك قضائيا.
محمد: هل تضمن لي ذلك؟
المتصل: نعم انا أخذت تعليمات من رؤسائي بذلك، لن يمسك أحد باي سوء ولن يتابعك احد قضائيا.فكل العملية مترتبة من أجلك و لإخراجك من القضية بريئا.
محمد: أرسلوا لي فريقا إعلاميا لكي يصور ما يحدث على المباشر.
المتصل:سارى ما يمكنني فعله.
المتصل: محمد لا تطلق النار على الشخصين الذين سيتقدمان بعد قليل إلى الباب فهما صحفيان.
محمد: ومن يثبت انهما صحفيين وليس منكم؟
المتصل: لك منا كلمة شرف بأنهما صحفيان وسينقلان كل ما تقوله على المباشر.
محمد: قبل ذلك أريد الحديث مع أمي وشقيقي عبد القادر.
المتصل: عندما تخرج ستتحدث معهما وجها لوجه. وسنغير هويتك وعنوانك وتعيش بعيدا عن الاضواء والمشاكل.
محمد:لا يقتربا من الباب إلا وكاميراتهم فوق رأسهما.
المتصل:لك ذلك.
محمد: لماذا الصحفيان يلبسان المعاطف ألم أشترط ان يأتيا ب “تريكو“؟
المتصل: الجو بارد ولا يمكنهما نزع ملابسهما.
محمد: تريدون قتلي هما من البوليس ويرتديان صدريات الرصاص الله أكبر….. الله أكبر يسمع بعدها أطلاق النار متبادل من بينها رصاصة قناص.
محمد يأحذ الهاتف ويصور نفسه وهو يتحدث:
أيها المسلمون لا تتركوا النصارى يقتلونكم ، انا والله بريئ ،اكتشفت أن زهير صديقي المفضل يعمل في المخابرات الفرنسية وهو الذي وثقت فيه أكثر من نفسي، يا رب إليك الجا يا رب أقتلني في سبيلك.
أرسلني زهير إلى العراق في كركوك واتصلت بالمجاهدين وربطت معهم علاقة، وذهبت الى سوريا في حلب ثم ذهبت إلى ديار بكر في كردستان وذهبت إلى الجزائر في بومرداس وتيزي وزو واتصلت بالمجاهدين لربط علاقة معهم، جعلني ذلك الخائن طريقا لإيذاء المسلمين المجاهدين ، لعنه الله ،لن أسامحه………
ربما هذه الكلمات التي أسجلها لن تصل إلى طالبي الحقيقة أو ربما يقتلونني ولا يسمع بي أحد، ولا اعلم ما دبر لي حتى يتهمونني بقتل الناس، أنا بريئ لما يقتلونني.
الصورة تصبح مظلمة والقرآن الكريم يمشي يسمع القرآن من سورة الأنفال بسبب سقوط الهاتف من يده.
اتصال أخير في التسجيل:
المتصل: يتكلم بالعربية… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته محمد ، أنا الشيخ أبو اسحاق “تاع تولوز“.
محمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قل لهم يا شيخ ان لا يؤذوني والله أنا بريئ لم أفعل أي شيئ، هؤلاء النصارى الكفار يحاربوننا ويقتلوننا.
المتصل:سلم نفسك يا ولدي ولن يؤذوك، العالم كله يتابع قضيتك، لن يغدروا بك.
وبعد ذلك يسمع طلقات نارية والقرآن في وسط التسجيل إلى غاية نهايته……..