لطفي بوشناق: الفنان مطالب بالانحياز للشعب وقضاياه
قال الفنان التونسي لطفي بوشناق إن الفنان لسان الشعب ومرآته التي تعكس الواقع الذي يعيش فيه٬ وهو بذلك مطالب بالانحياز الكامل لشعبه ولقضاياه السياسية والاجتماعية.
وأوضح بوشناق في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ بعيد اختتام الحفلة التي جمعته أمس الخميس بفضاء باب المكينة بفاس٬ بالفنان اللبناني وديع الصافي في إطار فعاليات مهرجان الموسيقى العالمية العريقة٬ أن “الفنان ناطق باسم الشعب٬ فهو الذي يعبر عن أحلامه وغضبه وآماله وثوراته”٬ مشيرا إلى أن دور الفنان بشكل عام٬ والعربي بشكل خاص٬ “مهم جدا” فهو بمثابة “شاهد على العصر الذي يعيش فيه”.
وأبرز بوشناق في معرض حديثه عن مكانة الفنان في خضم التحولات السياسية التي تعيشها المنطقة العربية أن “الفنان والسياسي٬ كلاهما يصنع التاريخ ولكن بصيغ مختلفة”.
ولم يخف بوشناق٬ أحد أبرز رموز الغناء العربي الراقي٬ حنقه على اجتياح موجات الرداءة للحقل الفني العربي مبديا في المقابل إيمانه بالحس السليم للجمهور الذي “أصبح يريد الكلمة الجميلة ويبحث عن الأصالة والصدق”٬ لأن “الفن الصادق هو الذي يبقى في الذاكرة”. واعتبر في ذات السياق أن “الجمهور غير مسؤول عن تردي الأذواق الفنية٬ ربما تتحمل المسؤولية شركات الإنتاج التي تؤطر المجال وتختار المواد المطروحة للترويج حسب اتجاهاتها ومصالحها”.
وعن ارتساماته بخصوص الحفل الفريد التي جمعه بالفنان وديع الصافي٬ بدا بوشناق متأثرا وهو يقول “إنها كانت سهرة للذكرى والتاريخ بوجود الفنان الكبير وديع الصافي وابنه لطفي بوشناق”٬ معتبرا أن الحضور الجماهيري الغفير للحفل كان “غير متوقع وغير منتظر”.
ودعا الفنان التونسي إلى العمل على ضمان استمرارية مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة لأنه يشكل “فرصة لمد الجسور بين الشعوب والثقافات٬ ومناسبة للتلاقي بين فنانين من دول مختلفة وبين أنماط موسيقية متعددة”٬ مضيفا “نحن في أمس الحاجة إلى التسامح والتعايش٬ ومن حق كل فنان أن يعبر عن تراثه بكل حب وتلقائية”.
ولطفي بوشناق فنان وعازف عود٬ ولد سنة 1952 في تونس العاصمة٬ يمزج في أدائه بين الأغنية الحديثة والموروث الشعبي التونسي.
ويحفل رصيد بوشناق٬ الذي اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة منذ سنة 2004٬ بالعديد من الأغاني التي تتراوح ما بين الديني والعاطفي والسياسي٬ بين الموسيقى الأصيلة والاجتهادات الحديثة.