كوكايين في أحشاء ماليتين في مطار محمد الخامس
كمية مهمة من الكوكايين البرازيلي تصطاده مرة أخرى عيون أمن وجمارك مطار «محمد الخامس» الدولي بالدار البيضاء.
كانتا ترفرفان من الفرح بعدما لم يعد يفصلهما عن تأدية مهمتهما، إلا أقل من بضع دقائق وتأشيرة توضع على جواز سفرهما من قبل شرطة الحدود المغربية، حتى تقبضا مكافأتيهما وتعودا من حيث أتيتا..
الساعة كانت تزحف نحو الثامنة والربع من مساء الجمعة الماضية، عندما حطت طائرة بمطار «محمد الخامس» الدولي بالدار البيضاء قادمة من مدينة «ساوباولو البرازيلية» عبر مطار مدريد «باراخاس». مسافرتان على نفس الرحلة كانتا مواطنتين من دولة مالي في غرب إفريقيا، اللتين ما إن وطئت أقدامهما أرضية المطار، حتى رسمت علامات ارتباك وقلق على ملامحهما، لم تتمكن كل المحاولات من قبلهما من إخفائها.
تقدمت «فاطمة» و«ماتيا» المنحدرتان من «باماكو» العاصمة المالية والمقيمتان في مدينة «إشبيلية» الإسبانية، وانظمتا إلى طابور القادمين على متن الرحلة لتسريع إجراءات مغادرتهما..
مفتشان أمنيان عاملان بالمطار، لاحظا نتيجة الخبرة التي راكماها، الارتباك الذي بدا على الشابتين الماليتين، والتلعثم الظاهر عليهما وهما تجيبان على بعض الأسئلة الروتينية من قبل الموظفة الشابة التابعة لمكتب الخطوط الجوية. تبادل مسؤولا الأمن مع رؤسائهما شكوكهما وتلقيا إشارة بضرورة إبقائهما تحت المراقبة حتى تستكملا إجراءات سفرهما.
لحظة تقدم الإفريقيتان إلىالتفتيش الجمركي، أخبرتا أن عليهما الخضوع للعرض على جهاز “السكانير”. لحظتها اصفر وجهاهما وجف ريقهما وتجمدت أوصالهما وأدركتا أن نهايتهما حلت لامحالة.
أظهر الفحص السريع الذي أخضعتا له في المطار، أن أجساما غريبة تظهر في بطنهما، الأمر دفع بعرضهما على طبيب المطار، الذي أخرج ما في أحشائهما، وكان عبارة عن عشرات كبسولات من مخدر الكوكايين عالي الجودة. . .
المواطنتان الإفريقيتان وفي التحقيق معهما من قبل الفرقة الأمنية التي أنيط بها التحقيق في محاولة تهريب الكوكايين، كشفا للمحققين أنهما ينتميان إلى شبكة دولية لتهريب المخدرات القوية، مقرها في إسبانيا ويتزعمها مواطنون أفارقة. إذ بعد إلتقائهما بأحد عناصر الشبكة وإبلاغه، أنهما يمران بضائقة مالية نتيجة الأزمة الإقتصادية في إسبانيا اقترح عليهما تهريب كوكايين إلى داخل التراب المغربي مقابل1500 يورو مقابل كل حمولة.
مصدر أمني أكد للجريدة، أن توقيف الشابتين الإفريقيتين لم يكن الأول ولن يكون الأخير، بعد أن أصبحت مافيات تهريب الكوكايين، وخاصة البرازيلية، تعتمد في عملياتها على شابات، إما مغربيات أو إفريقيات، خاصة المقيمات في إسبانيا والبرتغال، بعد أن احترقت أوراق المهربين الأفارقة في المطارات المغربية.
للإشارة فإن آخر الأرقام والإحصائيات التي توصلت بها الجهات المسؤولة حول مراقبة الحدود بالمطارات الوطنية برسم الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية2012 ، جاء فيها وحسب مصادر جد عليمة، ارتفاع طفيف في محاولات تهريب المخدرات، خاصة الصلبة منها عبر المطارات الوطنية، سواء من المغرب في اتجاه الخارج، أو من هذا الأخير في اتجاه الداخل مقارنة مع نفس الفترة من السنة التي ماقبلها.
حسب نفس المصدر، الارتفاع الطفيف في محاولات تهريب المخدرات وخاصة القادمة من الوجهة البرازيلية، هو ناتج لأسباب كثيرة. وفي المقدمة اليقظة والخبرة التي راكمتها عناصر الأمن والجمارك العاملة في المطارات الوطنية واستعمال تقنيات حديثة، إلى جانب التنسيق بين المغرب ومجموعة من البلدان وخاصة المنتمية إلى دول الاتحاد الأوروبي، من خلال تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية حول شبكات ترويج المخدرات .