مداهمات مصالح الشرطة لمقاهي الشيشة تفجر جدلا واسعا

 

مداهمات مصالح الشرطة لمقاهي الشيشة تفجر جدلا واسعا

تعيش مقاهي النرجيلة (الشيشة) على إيقاع مداهمات مصالح الشرطة القضائية، التي تنفذ هذه العمليات في إطار حملاتها التطهيرية ضد مظاهر الانحراف.

أثارت هذه الحملات جدلاً في المغرب، ففيما يرى فيها أرباب المقاهي أنها غير قانونية وتضرّ بالسياحة، يؤكد المؤيدون أنها ستساهم بشكل كبير في الحدّ من مظاهر الانحراف، وستحمي فلذات أكبادهم وتبعدهم عن سلوك طرقات غير أخلاقية.

كانت آخر مداهمة نفذت، مساء الثلاثاء، في حي بوركون في الدار البيضاء، وأسفرت عن إيقاف حوالي 30 شخصًا، من بينهم عرب من جنسيات مختلفة وفتيات، إلى جانب علب المهيج الجنسي “الفياغرا”، وأقراص لأفلام خليعة.

وأفاد مصدر مطلع “إيلاف”، أن مظاهر الانحراف التي تواكب تقديم الشيشة للزبائن داخل هذا النوع من المقاهي، هي التي فرضت تنفيذ هذا النوع من المداهمات، مشيرًا إلى أن مصالح الشرطة تتلقى باستمرار شكاوى من المواطنين بخصوص التأثيرات السلبية لهذا النوع من المقاهي في الأحياء والمناطق التي توجد فيها.

وأكد المصدر أن المحجوزات، التي يجري ضبطها أثناء مداهمة المقاهي، تتوزع بين مادة “المعسّل”، والنرجيلة، وفي حالات أخرى مخدرات بأنواع مختلفة، إلى جانب إيقاف قاصرات برفقة أشخاص من جنسيات مختلفة.

الشيشة وافد جديد يتلقفه شباب المغرب

في توضيح للتبريرات التي يجري اعتمادها لتنفيذ هذه المداهمات، قال مصطفى المستغفر، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين في الدار البيضاء، “نحن نتفاجأ بهذه المداهمات، خصوصًا أن الشيشة ليست ممنوعة قانونيًا. وأعتقد أن السلطات تعتمد تبريرات، أكل الدهر عليها وشرب، ومتناقضة مع الدستور”.

وأضاف المستغفر، في تصريح لـ “إيلاف”، “هم يحرّمون على النساء الدخول إلى هذه المقاهي، مع العلم أن هذه المقاهي عمومية، وهذا يضرب الفصل 19 الذي ينص على المساواة بين الرجل والمرأة”، مشيرًا إلى أنه “إذا جرى إيقاف فتاة في مثل هذه المداهمات، يفبرك لها محضر يتضمن تهمة التحريض على الفساد، أمام مالك المقهى، فيجري إيقافه على أساس التشجيع والتحريض على الفساد. وهذه كلها تهم متناقضة مع المغرب الجديد.

وأكد الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين أن أرباب المقاهي سينفذون وقفة احتجاجية ثانية أمام ولاية جهة الدار البيضاء الكبرى، يوم الاثنين المقبل، احتجاجًا على هذه العمليات.

هذه المداهمات، ورغم الانتقادات الشديدة، التي توجّه إليها من قبل أرباب المقاهي، إلا أنها خلّفت استحسانًا لدى العديد من المواطنين، خاصة في مدينة الدار البيضاء، حيث ارتفعت أصوات أولياء أمور، في مناسبات مختلفة، بعد رصد فتح مقاهي من هذا النوع قرب المؤسسات التعليمية.

وقال سعيد تاج الدين، موظف في القطاع الخاص، “أضحى هذا النوع من المقاهي يقضّ مضجعنا، إذ إن القاصرات والقاصرين أضحوا يترددون بشكل كبير عليها، وهو ما زاد في مظاهر الانحراف”.

وأضاف تاج الدين، لـ “إيلاف”، “تحدث تصرفات ومواقف تجعلنا في حرج أمام أبنائنا وأسرنا، وما يزيد الطين بلة أنه في الليل تتحول الأحياء التي توجد فيها هذه المقاهي إلى فضاءات لأنواع انحراف مختلفة”.

من جهته، قال رشيد الفضل، مستخدم، “في عدد من المرات شاهدت فتيات وشباباً يتوجّهون من المؤسسة التعليمية مباشرة إلى المقهى، الذي يكون في الجوار، وهو ما جعل محيط المؤسسات مستهدفًا من طرف عدد من المروّجين والباحثين عن تلبية رغباتهم الجنسية”.

وذكر رشيد الفضل، لـ “إيلاف”، أن “هذا المجال يجب أن تكون فيه ضوابط حتى يجري وقف مظاهر الانحراف، ولكي لا تتحول هذه الفضاءات إلى أوكار للدعارة”. وشهد استهلاك النرجيلة في المقاهي توسعًا كبيرًا، في السنوات الأخيرة، في المغرب، حيث بات لها زبائن من فئات مختلفة.

Comments are closed.