في سياسة المدينة : أمراض قاتلة تنمو في منازلنا !
بشر.. الرياضة قريبة منك.. سيارتك لن توقفها الحفر.. تعليم أبناءك لن يكلفك الكثير.. كل هذه بشائر قد تجعل الصحة في متناولك وتبعد عنك شبح الضغط النفسي والجسدي!!.
أبشر.. وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، قد تتحول إلى عراب لكل القطاعات الحكومية الوزارية.. في النهاية قد توقع لك شهادة “إيزو” في جودة الهواء الذي تستنشقه.. تلك أهم خلاصات التي ستسير عليها وزارة السكنى لوقف خطر الموت المحدق بقاطني المنازل الآيلة للسقوط .. وتنقذ حوالي مليون ونصف مغربي قاطن بدور الصفيح .. وملايين المغاربة القاطنين بمنازل غير لائقة، فحرارة الأسبوع الأول من صيف 2012 ، حملت بشائر الخير للمغاربة بمناسبة الملتقى الوطني لسياسة المدينة..
لكن ما الذي يمكن أن يوقف بشائر وزارة السكنى؟، الجواب تحمله مداخلة رفيق الوزير نبيل بن عبد الله، الحسين الوردي وزير الصحة، الذي استطاع أن يرسم صور قلق قاتل على وجوه عشرات المتتبعين للجسلة المسائية للملتقى الوطني لسياسة المدينة.. عندما ردد بنبرات قوية وصادمة « سجلنا أكثر 24500 حالة إصابة جديدة بالسل السنة الماضية، الدار البيضاء يقطنها 5400 شخص حامل لفيروس السل، تليها جهة تطوان طنجة بحوالي 3400 حالة، ثم جهة الرباط 2700 حالة .. فيما باقي الحالات موزعة على باقي مناطق المغرب».
أرقام وضعت بشائر وزارة السكنى في خانة التساؤل. فكيف لجهات مصنفة الأولى اقتصاديا وإداريا، أن تكون الأولى أيضا في مرض فقد أثره بعدد من الدول.. لكنه يجثم على أرواح المغاربة.. الجواب أيضا تحمله وضعية العمران بالجهات الثلاث، فهي مصنفة في باب المدن التي تستعصي على برامج القضاء على دور الصفيح، والأولى من حيث عدد القاطنين بالمنازل الآيلة للسقوط.. نموذجان للسكن أفرد إليهما وزير الصحة في مداختله، حصة مهمة، حيث أعلن أن سياسة المدينة لا يمكن أن تكون اندماجية وناجعة، إلا في حال التخلص من الأمراض القاتلة التي تنمو خلف جدران البيوت الآيلة للسقوط أو غير اللائقة التي لا تلجها الشمس أبدا، أو داخل براريك القصدير..
ففي الدار البيضاء.. كما في تطوان أو الرباط.. ومنذ سنوات تقوم الدنيا ولا تقعد بعدد من أحياء هذه المدن .. مدن عرفت انهيارات لمنازل آيلة للسقوط وخلفت ضحايا.. سجلت أرقام قياسية في إصابة بالأمراض التنفسية وعلى رأسها مرض السل القاتل.. مدن تحتضن مئات الآلاف من الأسر التي تقطن غرف الموت ..التي لا ترى الشمس والتي يسكنها «السل».. لتجعل من منطقة درب السلطان مثلا بالدار البيضاء الأعلى وطنيا من حيث الإصابة بداء” السل” .
وعلى خطى التقليل من أهمية بشائر الأسبوع الأول من الصيف.. في سنة وعد فيها المغاربة بالتخلص من صفيحهم.. وإعادة الاعتبار لعمرانهم العتيق.. يطلعنا وزير الصحة الحسين الوردي، أن علاج الأمراض القاتلة القابعة خلف أبواب بيوتنا، يتطلب تعبئة بنيات تحتية كبيرة في حين 100 مرفق صحي «مستشفى أو مركز صحي» مغلق، لا يجد من يتشغل فيه أو قد لا يتوفر على تجهيزات تمكننا من التعامل الجيد مع الأمراض التي نتعايش معها وقد تقودنا إلى الموت ببطئ.
منازل أو غرف موت قاتلة.. الكل يجمع داخل العديد من المدن المغربية وداخل الجهات التي يحتل السل بعض أحيائها، أن أشياء تمر خارج نسق إنقاذ أرواح ساكنة السكن غير اللائق « دور الصفيح، منازل آيلة للسقوط، دور عشوائية»، أرواح تعيش خلف جدران قد يغيب عنها الواد الحار، أو الماء الصالح للشرب، أو قد يتقاسم سكانها نفس المرافق الصحية طبيعا دون أن تكون صحية!.. وفي انتظار أن ترسم السنوات طريقا لبشائر عراب القطاعات الحكومية… لن يكون السل دليل صحتنا العليلة الوحيد، بل ارتفاع الإدمان على المخدرات في مناطق دون غيرها ، ارتفاع الجريمة، الهدر المدرسي، قد يرسم الطريق لأمراض كثيرة، تمر من أمراض الحساسية الجلدية والتنفسية والضغط الدموى وأمراض القلب، إلى جانب العشرات من الأمراض النفسية.