بن علي وزوجته يطلان على التونسيين من السعودية… في “أبهى حلة”
نشرت صحيفة ( Aujourd’hui en France) الفرنسية (تعني “اليوم في فرنسا”) الأحد، صورة التقطت حديثًا للرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، وزوجته ليلى الطرابلسي.
ونشرت الصحيفة حوارًا مع ليلى بن علي تحت عنوان “ليلى بن علي: لم ارغب في التسبب في إيذاء أيّاً كان”.
وعبّرت ليلى الطرابلسي التي أصدرت مؤخرًا كتابًا نشر في فرنسا عن “أسفها” لما يحصل في تونس، وبعض مما حصل خلال حكم الرئيس بن علي، وقامت بتكذيب ما اعتبرته “شائعات” كانت تحوم حولها وحول عائلتها اثناء فترة حكم زين العابدين.
وظهر بن علي وزوجته وهما يرتديان أزياء بيضاء، ونظارات شمسية، في حين ارتدت ليلى الطرابلسي الحجاب.
غلاف صحيفة “اليوم في فرنسا” التي نشرت الحوار مع ليلى بن علي.
وأظهرت صورة أخرى نشرت على موقع الصحيفة الفرنسية ليلى الطرابلسي محجبة، وهي تستعمل حاسوبًا.
وطلبت ليلى بن علي “الصفح” عن اخطاء قد تكون ارتكبتها لكنها رفضت كل الاتهامات الموجة اليها.
وقالت “لم اكن اتعاطى السياسة. كنت اخصص يومي للاعمال الخيرية والاجتماعية. اضافة الى ذلك، سعيت الى تحسين حياة عائلتي، هذا صحيح”.
واضافت “اردت القيام بامور جيدة. اذا كنت قد اخطأت بحق شخص ما فانني اطلب منه الصفح”.
وعلى غرار ما تضمنه كتابها “حقيقتي” الذي نشر في فرنسا في نهاية حزيران/يونيو، نددت ليلى بن علي ب”مؤامرة” عسكرية ادت الى الاطاحة بنظام زوجها مؤكدة استعدادها لمواجهة القضاء في بلادها ضمن شروط معينة.
وقالت ايضا “حتى الان ليس هناك سوى الكره والثأر”، آملة ان تحظى عائلتها ب”قضاء عادل”.
وفي حزيران/يونيو 2011 حكم القضاء التونسي على ليلى الطرابلسي غيابيا بالسجن 35 عاما بتهمة اختلاس اموال، ثم حكم عليها بالسجن 15 عاما بتهمة حيازة اسلحة ومخدرات وقطع اثرية.
كذلك، حوكم الرئيس التونسي السابق لمسؤوليته عن القمع الدامي للمتظاهرين في كانون الثاني/يناير 2011 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وفي رسالة كتبها بن علي وسلمها لزوجته قال “آسف لكونهم (التونسيون) نسوا ان الدولة في ظل ادارتي قامت بتحسين المستوى المعيشي لكل فرد في شكل ملحوظ وجعلت من تونس بلدا عصريا (…) آمل ان ينصفني مواطني عبر استعادتهم الدرب الذي عبرناه معا”.
واوضحت ليلى بن علي ان المسؤولين الفرنسيين “دعمونا دائما”، وخصوصا الرئيسين السابقين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي.
لكنها تداركت “الوحيد الذي دعمنا حتى النهاية هو فريديريك ميتران”، وزير الثقافة السابق الذي اعد العديد من الاشرطة الوثائقية عن تونس.
وأثارت الصورة التي نشرتها الصحيفة الفرنسية ردود فعل مختلفة بين النشطاء التونسيين وعلى الشبكات الاجتماعية.
وانهالت الشتائم على بن علي وزوجته بسبب الصور، وذهب البعض الى اعتبار نمط عيش الرئيس المخلوع وزوجته “مترفًا” وأنهما ظهرا في “أبهى حلة”، في حين يكابد الشعب من أجل لقمة العيش والبحث عن الاستقرار والأمن.
واتهم البعض “حاكمي قرطاج” السابقين بمواصلة الاستفادة من أموال الشعب التونسي التي نهباها خلال حكمهما للبلاد.
وسخر البعض من “وقاحة” ليلى بن علي وجرأتها على مواصلة الحديث عن نفسها وعن زوجها واعضاء عائلتها، ورحّب البعض بتهكم عبر فايسبوك بحوار آخر خاص على القناة الرسمية في تونس، في حين دعا آخرون الى عودتها هي وزوجها لتولي الحكم من جديد.
في كتابها الذي صدر في باريس حديثًا، قالت ليلى بن علي إن “انقلاباً مدبراً” كان وراء الإطاحة في 14 يناير 2011 بنظام زوجها الذي حكم تونس 23 عاماً.
وأصدرت دار النشر ايديسيون دو مومون، في باريس كتاباً بعنوان “حقيقتي” (Ma vérité ) تضمن تأويلاً شخصياً من ليلى الطرابلسي التي تبلغ من العمر 55 عاماً للأحداث التي عاشتها تونس قبل الإطاحة ببن علي.
والكتاب يتضمن مقابلات صحافية أجراها الاعلامي الفرنسي ايفس ديري عبر تقنية سكايب مع ليلى الطرابلسي التي غادرت يوم 14 يناير 2011 إلى السعودية مع زوجها واثنين من أبنائهما.
ويحمل غلاف الكتاب صورة تظهر فيها ليلى الطرابلسي مرتدية حجاباً أبيض ونظارات شمسية سوداء.
وخصصت ليلى حيزاً مهماً من الكتاب للحديث عن يوم 14 يناير 2011 الذي رأت أنه كان تتويجاً لـ”مؤامرة” قادها الجيش التونسي والجنرال علي السرياطي، رئيس جهاز الأمن الشخصي لبن علي، بعد شهر من اندلاع احتجاجات شعبية عارمة في تونس.
وروت المراحل التي سبقت الإطاحة بزوجها والتي لخصتها في “حشد الجموع وتوزيع المال في الأحياء الفقيرة (للقيام بأعمال عنف) وانتداب القناصة وتأجيج الاحتجاجات عبر (تنفيذ) عمليات قتل منظمة، وحرق منازل”.
وتقول ليلى الطرابلسي في الكتاب “لولا إصرار (الجنرال علي) السرياطي ما كان الرئيس (بن علي) ليصعد أبداً إلى الطائرة (التي أقلته إلى السعودية)، بل كان مقتنعاً بعد إقلاع الطائرة أن باستطاعته العودة صباح اليوم التالي” إلى تونس. وهاجمت ليلى الطرابلسي في الكتاب علي السرياطي (المسجون منذ خروج بن علي)، إلا أنها اكتفت بالتلميح ضمنياً إلى مسؤولية الجيش التونسي في الإطاحة بالنظام.
واستحضرت في الكتاب طفولتها، قائلة إنها “ابنة الشعب”. كما تطرقت إلى أول لقاء جمعها ببن علي الذي يكبرها بـ21 عاماً. وكذبت ليلى الطرابلسي ما أسمته “شائعات” حول اشتغالها مصففة شعر أو إقامتها علاقات مع عشاق مثلما يتداول في تونس.
كما رفضت “أسطورة حاكمة قرطاج” التي قدمتها في صورة سيدة أولى متعطشة للمال والسلطة.
في المقابل اعترفت بـ”الأخطاء الفادحة” لعائلة الطرابلسي المكروهة في تونس. وقالت “ساعدت عائلتي على أن تعيش براحة (لكن) بعض أقاربي بالغوا، خاصة الصغار الذين انغمسوا في شهوة الربح، ولم يقبلوا بأن هناك حدوداً”، مضيفة “لقد كنا نقطة ضعف الرئيس” بن علي.