معطلون يحيون الذكرى الأولى لتوقيع محضرهم بالمسيرات والشموع والأدعية
حلت بالأمس الذكرى الأولى لتوقيع محضر 20 يوليوز الذي التزمت بموجبه الحكومة بتوظيف الدفعة الثانية من الأطر العليا المعطلة المنضوية تحت لواء التنسيقيات الأربع استنادا إلى مرسوم وزاري تحت رقم 2.11.100 . حلت هذه الذكرى والأطر المعنية بالمحضر المذكور ما يزال حالها على ما كان عليه ، احتجاجات ومعاناة واحتقان دون أن يلوح في الأفق ما يؤشر على دنو موعد إنصافها بسبب تمادي السيد بنكيران في استخدامه لحق النقض ضد قرار توظيفها . بالأمس حلت تلك الذكرى ، فكانت مناسبة لإلتئام ذوي المحضر الذين خلدوها بشكل حضاري ومسؤول حيث انطلقوا في مسيرة حاشدة من ساحة البريد ثم ما لبثوا أن جابوا مختلف شوارع الرباط الرئيسية ليشهدوا الناس على ما طالهم من حيف وإجحاف في عهد حكومة بنكيران. كانت المسيرة تشق طريقها في تؤدة في مشهد بديع يعيد إلى الأذهان ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة ، فالرايات الوطنية الحمراء كانت خفاقة ترفرف فوق أيدي المعطلين بينما كانت صور صاحب الجلالة فوق أكفهم تلوح عالية . كذلك تابعت المسيرة طريقها وسط تساؤل الغادين والرائحين عن مطلب المشاركين فيها ، لكن الإجابة سرعان ما كانت تحملها إليهم يافطات و هتافات المشاركين في المسيرة الذين بحت أًصواتهم تحت لهيب الشمس الحارقة وكلها تطالب حكومة بنكيران بتنفيذ التزام الدولة معهم .
ولأن حزب” الميزان” يتحمل جزءا من مسؤولية ما آلت إليه أوضاعهم باعتباره مشاركا في تدبير الشأن العام كما يعد مسؤولا عن توقيع محضر توظيفهم ،فقد توجهت مسيرتهم صوب المقر العام لحزب الإستقلال لتدشين وقفة احتجاجية قبالته قصد مطالبة ساسته بتحمل مسؤوليتهم التاريخية في تفعيل التزام الدولة معهم، إلا أن التعزيزات الأمنية المكثفة حالت دون تجمهر معطلي المحضر قبالة بوابة المقر المذكور لتنعطف بعد ذلك مسيرتهم السلمية في اتجاه المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومنه إلى مقر البرلمان. ويذكر أن تلك المسيرة شابت بعض أطوارها تدخلات أمنية عنيفة أصيب على إثرها العديد من المعطلين بجروح بليغة بعدما كانت مختلف أطرافهم مزارا للهراوات والعصي حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج الضروري.
وحينما خيم الظلام انفضت المسيرة بشكل مسؤول ، بينما تجمهر عقب ذلك عدد كبير من الذين شاركوا في تنظيمها في ساحة عامة ووضعوا صورة مكبرة لمحضر20 يوليوز على الأ رض وأحاطوها بالشموع المشتعلة كما وضعوا إلى جانبها أربع صدريات مختلفة الألوان ترمز إلى التنسيقيات الأربع المعنية بالمحضر المذكور ثم شرعوا بعد ذلك في ترديد شعارات تؤكد على تشبتهم بحقهم في التوظيف واستماتتهم من أجل استرجاعه مهما كلفهم ذلك من تضحيات كما طفقوا عقب ذلك في رفع أكفهم بالأدعية إلى الله في تلك الليلة المباركة التي تصادف حلول الشهر الفضيل من أجل أن يرفع الحيف عنهم.