زين الدين: محمد السادس استفاد من تداعيات الربيع العربي
قال محمد زين الدين أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية، إن ما يميز تجربة حكم الملك محمد السادس هو ما طبعها من عديد المشاريع الهيكلية التي رسمت مسار المغرب بشكل كبيرفي مختلف المجالات الإجتماعية والتنموية والسياسية والإقتصادية بشكل عام.
وأوضح زين الدين أن هذه الإصلاحات الهيكلية التي قام بها العاهل المغربي، منذ توليه الحكم وعلى رأسها مدونة الأسرة، والعمل المتميز لهيئة الإنصاف والمصالحة، في إطار عدالة انتقالية هادئة، جعلت المغرب يشكل نموذجا متميزا، على الصعيد العربي والإفريقي.
ومن بين المنجزات الدالة على فترة حكم الملك محمد السادس أيضاً يضيف زين الدين، “إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والذي يعد اعترافا بالمكون الأمازيغي، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، دون أن ننسى المشاريع الإقتصادية الهيكلية كالمغرب الأخضر وميناء طنجة المتوسطي”.
لكن أبرز هذه المشاريع وفق المتحدث ذاته، هو وضع دستور جديد عقب المخاض الذي تبع الربيع العربي، حيث استجاب الملك بشكل استباقي وملفت للإنتباه لمطالب الشارع، ما جعل المغرب يشكل استثناء في المنطقة وهذا راجع بالأساس إلى امتلاك رؤية إصلاحية بعيدة المدى دشنها بأجندة إصلاحية ودقيقة وواضحة المعالم.
أما النقطة الثانية التي جعلت المغرب يشكل الاستثناء يقول زين الدين”فهي المشروعيات المتعددة وعلى رأسها مشروعية الفعل والانجاز التي كانت واضحة في مجمل الأعمال والخطب التي يقوم بها الملك”، مضيفا أن العوامل المذكورة أعطت دفعة قوية للمغرب وللملك محمد السادس الذي استفاد بشكل كبير من تداعيات الربيع العربي، بما يكرس مسلسل الإصلاحات، عكس الأنظمة العربية التي تخوفت من هذا الربيع.
في مقابل ذلك أكد زين الدين أن هناك عدة أوراش مازالت تنتظر وتعتبر حسبه هيكلية كذلك، ومن ذلك تنزيل مقتضيات دستور 2011، لأن الدستور “ليس غاية في حد ذاته بل هو آلية قانونية لتكريس الدمقرطة في المجتمع، وبالتالي لابد للحكومة في هذا الإتجاه من تنزيل القوانين التنظيمية، ووضع إصلاح هيكلي لإصلاح العدالة التي انطلقت من مفهوم الوظيفة إلى مفهوم المؤسسة” يؤكد زين الدين.
وأشار نفس المتحدث في سياق كلامه عن الأوراش التي تنتظر التنزيل، ورش الجهوية الموسعة التي أكد أنه “يجب تنزيلها من خلال عدد من الإجراءات، لآنها ليس ورش سهل على اعتبار أنه سوف يغير الدولة والمجتمع، وبالتالي يجب التعاطي معه بشكل حذر وتدريجي، ومواكبته بالتقويم المستمر”.
هذا ولم يفت زين الدين التأكيد على ضرورة إصلاح عميق للأحزاب السياسية في المرحلة المقبلة من أجل تأطير أكبر عدد من الشباب والنساء والذي يعرف المغرب فيه ضعف كبير.