نورالدين كان مسلما دون ان يدرك ذلك

اعتنق نورالدين فيلدمان الإسلام فبل خمس سنوات لأنه وجده دينا اكثر عقلانية من المسيحية التي نشأ عليها. يأمل نور الدين أن يظهر المسلمون في هولندا في المستقبل مزايا دينهم.

قرار عقلاني

يقول نورالدين”إن ما استوقفني دائما هو أن الأديان تزعم أنها تعرف وتفسر كل شيء بينما هي لا تعرفها. لكن الإسلام مختلف عنهم، إذا لم يكن الامر محددا بدقة في القرآن، عندها لا يدعي معرفتها. هذا أمر أجده أكثر إقناعا”.

عندما اعتنق نورالدين فيلدمان الإسلام قبل 5 سنوات لم يكن الامر عائدا الى جهد مسلم آخر لتحويله الى الاسلام. بل كان الامر نابعا من قرار عقلاني استند فيه الى ابحاثه الخاصة. يقول” بدأت بدافع المعرفة اقرأ كتبا حول الاسلام ولشدة دهشتي وجدت ان الاسلام يعبر عن نفس الافكار التي كنت ارددها دائما”.

ذات يوم قرر نورالدين فيلدمان المشاركة في الصوم في شهر رمضان، مع زملائه المسلمين. لم يشارك كمؤمن بل فقط بهدف التجربة. ” لا يوجد كتاب يستطيع أن يخبرك ما يحدث فعليا حين تصوم شهرا “. من خلال دراسته وتجربته اقترب أكثر فأكثر من معرفة الإسلام. عندما قام بعد أربع سنوات بتلاوة الشهادة في احد المساجد، أدرك انه في الواقع كان مسلما منذ وقت طويل.

فكرة التطور لا تتعارض مع الاسلام

نورالدين الذي كان سابقا يدعى باستيان، تلقى تعليمه الديني المسيحي على يد والدته. لكن المسيحية لم تستطع يوما ان تستحوذ عليه. “اعتقد انه دين جميل ولكنني لا أؤمن بأنه صحيح. فيه الكثير من الاساطير التي من الواضح أنها من اختراع أناس”.

يعطي مثالا على ذلك، الإنجيل الذي يتضمن الكثير من الأجزاء التي لا يعرف احد بدقة في أي وقت كُتبت ومن كتبها. ” بينما في القرآن هذا الأمر واضح تماما”.

كما يعتبر نورالدين ان المسيحية تقف على خلاف مع العلم، بينما الإسلام لا مشكلة لديه في هذا المجال. “الإسلام دين عقلاني، فهو مثلا لا يأخذ حرفيا ان خلق الإنسان احتاج سبعة أيام، بل يمكن أن تكون فترات ايضا. كذلك فكرة التطور لا تتعارض مع الإسلام، على الرغم من ان الله هو الذي يقود عملية الخلق”.

الحياة في بلد حر

كان نورالدين محظوظا بالموقف الايجابي الذي عبر عنه والده الملحد وأمه المسيحية في ما يتعلق بتحوله الى الاسلام. “أرى أن هذا قد منحك السلام. اخيرا اصبحت تعرف ما هو الهدف الذي تعيش من اجله وسبب وجودك وما يتوجب عليك فعله. ماذا تطلب الأم أكثر من ذلك؟” كتبت والدته على موقعه الالكتروني. اما والده فقد تحدث عن امتياز ان يعيش المرء في بلد حر وقال” هذا يعني أن تقوم الأسرة بإبداء النصيحة للأولاد وتركهم كي يقوموا بأنفسهم باتخاذ خياراتهم بحرية”.

يجد نورالدين انه من المؤسف ما لحق بالإسلام من صيت سيء في السنوات الأخيرة ” خلال الأعوام المنصرمة حصل الكثير من البؤس باسم الاسلام. انا افهم ان هذا الامر قد يمنع الناس من رؤية أن الإسلام دين جيد. يقع على عاتقنا كمسلمين ان نظهر لهم هذا الشيء”.

يعتقد نورالدين أن الإسلام لم يظهر بعد في هولندا كقوة اجتماعية ايجابية لان المسلمين الهولنديين مازالوا مشغولين ببناء بنيتهم التحتية الخاصة. ” كان عليهم بناء المساجد والمدارس الاسلامية وغيرها.

الآن هذا الأساس أصبح موجودا، لذلك يتوجب علينا اظهار كيف يمكننا خدمة الاخرين. يجب ان يكون هناك بنوك طعام اسلامية للمحتاجين وليس فقط المسلمين منهم، وإنشاء مؤسسات الرعاية الاسلامية التي تشرك الاسرة ايضا في تقديم الرعاية. كذلك المشاركة الاسلامية في شؤون البيئة. هذه الامور تعطي الناس صورة أفضل عن الإسلام”.