ذهبية “معجزة” وأخرى “بإرادة الله” تنقذان الرياضة العربية
اعتلى أسامة الملولي قمة منصة التتويج قبل يومين فقط من ختام دورة لندن الأولمبية ليعوض إخفاقه في حوض السباحة ويفوز بسباق المياه المفتوحة وينضم لقائمة معدودة من الرياضيين العرب من أصحاب الثنائيات الذهبية في الألعاب الاولمبية.
وشارك الملولي (28 عاما) في ذلك السباق للمرة الأولى ربما في ظهوره الأخير بالألعاب الاولمبية ليضيف ذهبيته إلى برونزية سباق 1500 متر حرة في لندن ويمنح العرب الذهبية الثانية والميدالية الثانية عشرة بعد مشاركة مئات الرياضيين في النسخة الأولمبية الثلاثين.
ولا خلاف على قدرات الملولي الذي لم يشكل انتصاره مفاجأة لمن تابعه ينتفض في دورة بكين ويتوج بلقب سباق 1500 متر لكن “قرش العرب” تحول لسباق المياه المفتوحة قبل ثلاثة أشهر فقط تقريبا حين تفوق على سباحين متخصصين في سباق مؤهل للاولمبياد في البرتغال.
وإن كان الملولي وصف انتصاره في لندن بأنه “معجزة” بسبب معاناته من آلام في الكتف فإن توفيق مخلوفي حقق إنجازا لا يقل روعة حين عاد من بعيد وربح استئنافا ضد استبعاده ليفوز بسباق 1500 متر عدوا ويعيد للجزائر مجدا تستحقه.
وقبل يوم واحد من السباق في الاستاد الاولمبي المبهر بشرق لندن استبعد مخلوفي بعدما اعتبر حكم أنه لم يبذل جهدا كافيا في تصفيات سباق 800 متر لكن الاتحاد الدولي لألعاب القوى قبل استئنافه حين قال طبيب إنه انسحب بسبب الاصابة.
وفي يوم السباق بدا مخلوفي ابن محافظة سوق أهراس البالغ من العمر 24 عاما مستعدا تماما وأثبت صحة رهان الجزائريين عليه ليتفوق على الأميركي ليونيل مانزانو الذي حصل على الميدالية الفضية بينما أكمل المغربي عبد العاطي إيكدير ثنائية عربية رائعة فوق منصة التتويج بحصوله على البرونزية.
ومثل الملولي شارك مخلوفي مصابا وقال عن انتصاره إنه “بإرادة الله.”
وذهبيتا الملولي ومخلوفي كانتا كل ما وصلت إليه يد العرب من هذا المعدن النفيس بينما منحت العداءة حبيبة الغريبي للرياضة التونسية أول ميدالية ناعمة في الألعاب الاولمبية بحصولها على فضية سباق 1500 متر أما كرم جابر وعلاء الدين أبو القاسم فأنقذا ماء وجه كتيبة مصرية فافت المئة رياضي بفضيتين.
ولم يخيب جابر (33 عاما) البطل الاولمبي السابق الظنون وقدم أداء رائعا أعاد للأذهان انتصاره في وزن 96 كيلوغراما في المصارعة الرومانية باولمبياد اثينا قبل ثماني سنوات ليصل للمباراة النهائية في وزن 84 كيلوغراما.
لكن أمام الروسي الان خوجايف فشل جابر ابن الاسكندرية في الظهور بمستواه ليكتفي بفضية اعتبرها فاروق أمين رئيس الاتحاد المصري للمصارعة “ذهبية.”
والفضية “الذهبية” تلك كانت ثاني ميدالية يتوج بها رياضي من الاسكندرية عنقه في لندن بعدما بارز أبو القاسم (21 عاما) بشراسة ممسكا بسيفه باليد اليسرى ووصل خلافا لأي توقع للمباراة النهائية في سلاح الشيش.
وحين خاض أبو القاسم النهائي في مساء 31 تموز/يوليو الماضي التف أبناء أكثر بلدان العرب سكانا حول شاشات التلفزيون ليتابعوا ربما للمرة الأولى مباراة في السلاح وتوالت التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي بالانترنت في مشهد احتفالي.
وخسر أبو القاسم بصعوبة أمام الصيني لي شينغ بعدما لعب مصابا لكنه إذ عاد للقاهرة قال حين لم يجد في انتظاره إلا مسؤولا رياضيا واحدا “أتمنى ان ينال ابطال اللعبات الفردية الاهتمام الكافي من الدولة.”
والواقع أن لكلمات المبارز الشاب وقعا بعدما مثل فريق كرة القدم الاولمبي دون غيره مصر في اللعبات الجماعية في لندن واكتفى بالوصول لدور الثمانية لتسحقه اليابان بثلاثية نظيفة.
ورغم أن وصول فريق المدرب هاني رمزي للدور الثاني كان أفضل من خروج الإمارات والمغرب من الدور الأول فإنه لم يحقق التوقعات بعد تأهله للألعاب الاولمبية للمرة الأولى في 20 عاما.
وفشل فريق الرماية الإماراتي الذي تكون من الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم والشيخ جمعة بن دلموك آل مكتوم بالإضافة للظاهر العرياني في تكرار إنجاز البطل الاولمبي السابق الشيخ أحمد بن حشر لكن الكويتي فهيد الديحاني والقطري ناصر العطية عوضا الإخفاق ومنحا رماة الخليج مكانا على منصة التتويج.
ومنح الديحاني لبلده ثاني ميدالية اولمبية في تاريخها وكرر إنجازه في دورة سيدني 2000 ليفوز ببرونزية أطباق الحفرة بعد جولة فاصلة.
وقال الديحاني في ثكنات المدفعية الملكية “اليوم كنت محظوظا. سيشعر شعب الكويت والشعوب العربية بالفخر.”
وسيكون الفخر من نصيب القطريين أيضا ليس فقط ببرونزية العطية (41 عاما) بطل سباقات السيارات في أطباق الاسكيت بل بعد أن أضاف متسابق الوثب العالي معتز برشم ميدالية مماثلة وهو بعد في الحادية والعشرين.
وقفز برشم (21 عاما) لارتفاع 2.29 متر في الاستاد الاولمبي ليتقاسم البرونزية مع الكندي ديريك دروين والبريطاني روبي جرابارز بعد منافسة حامية.
وحصل الروسي إيفان أوخوف على الذهبية بعدما سجل 2.38 متر متفوقا بفارق خمسة سنتيمترات على الأميركي إيريك كينارد الذي نال الفضية.
وسيمثل برشم الذي نشأ في أكاديمية رياضية بالدوحة مستقبل ألعاب القوى القطرية ويتطلع من الآن لألعاب ريو دي جانيرو 2016.
وقال برشم “اليوم أثبتت أن العرب لديهم مواهب في القفز. الهدف على المدى البعيد هو الاولمبياد التالية.”
ولم يكن متوقعا أن تحقق فتاتان شابتان في أول مشاركة للمرأة السعودية في الألعاب الاولمبية الكثير فخرجت سارة عطار مبكرا من تصفيات سباق 800 متر عدوا بعد أن نالت تصفيقا حادا من الجمهور بينما بقيت وجدان شهرخاني 80 ثانية فقط فوق بساط الجودو قبل أن تنتهي مشاركتها التي أثارت جدلا بسبب ارتدائها الحجاب.
لكن فريق الفروسية السعودي استحق وساما من الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد حصوله على الميدالية البرونزية في مسابقة قفز السدود.
ويتألف الفريق من الأمير عبد الله بن متعب ورمزي الدهامي وكمال باحمدان وعبد الله الشربتلي.