ليلة القدر.. الرئيس الجزائري “يقلد” ملك المغرب
ظهر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مساء أول أمس الثلاثاء، في ليلة السابع والعشرين بالنسبة للجزائر، والتي يعتبرها الكثيرون ليلة القدر، في أحد المساجد الكبيرة بالعاصمة الجزائر وهو يوزع الجوائز على مستحقيها من حفظة القرآن الكريم، بعد أن صلى رفقة وزيره الأول ومسؤولين كبار.
وشكل ظهور بوتفليقة بعد طول غياب عن المشهد العام حدثا لافتا في الجزائر، باعتبار أن الرئيس الجزائري ـ الذي يعاني من مشاكل صحية ـ لم يظهر له أثر في المنتديات السياسية والمحافل العمومية منذ فترة طويلة جعلت الجزائريين يطرحون علامات استفهام كبيرة حول الدوافع الثاوية وراء “اختفاء” بوتفليقة.
واعتبر مراقبون بأن ظهور بوتفليقة علنا وأمام وسائل الإعلام الرسمية في ليلة القدر مؤشر على حرصه على أن لا يفلت هذه المناسبة الدينية الكبيرة، حتى لا يتكرس غيابه أكثر في أذهان الشعب الجزائري الذي بات يعاني من تفاقم وضعيته الاجتماعية التي لا تبشر بخير.
ويرى آخرون بأن حرص بوتفليقة على الظهور في ليلة القدر، وهو يصلي ويوزع الجوائز على الفائزين في مسابقات القرآن، إنما هي فرصة له حتى لا يدع هذه المناسبة تمر دون أن يسجل حضوره كما جرت العادة، باعتبار أنه يتعمد “تقليد” ملك المغرب محمد السادس، وقبله الحسن الثاني، في عدد من مظاهر العناية بالشؤون الدينية خلال شهر رمضان خاصة، لكونه فرصة سانحة لكسب بعض الإشعاع السياسي والدعم الديني.
ولا يُخفي بوتفليقة، وحكام الجزائر عامة، محاولتهم السير على منوال المغرب في تدبيره للحقل الديني وتنظيم شؤونه، إلى درجة تكاد تكون “تقليدا” بمعنى الكلمة، وهو ما يراه الكثيرون مظهرا رئيسا من مظاهر تنافس سياسي شرس بين المغرب والجزائر على ما يمكن تسميته بالزعامة الدينية في منطقة المغرب العربي.
وفضلا عن حضور الرئيس الجزائري لفعاليات ليلة القدر على غرار العاهل المغربي، تتعدد المجالات التي “تقلد” فيه الجزائر جارتها المغرب في ما يخص السياسة الدينية، ومن ذلك منافسة الجزائر للمغرب إلى إرسال أئمة ومرشدين دينيين إلى أوربا كل رمضان، وكان المغرب سباقا إلى هذه الخطوة منذ أعوام خلت، فنهجت الجزائر نفس المبادرة قبل سنتين فقط.
ومن مجالات منافسة الجزائر للمغرب أيضا في هذا السياق الصراع على الطرق الصوفية، خاصة الطريقة التيجانية والعلاوية، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات حول السيطرة على هذه الطرق، وذلك من أجل استثمار إشعاعهما الكبير من أجل لعب ورقة “دينية” رابحة لنيل بعض المكتسبات الدبلوماسية خصوصاً في قضية الصحراء.