مغاربة البيرو يحتفلون بالعيد في أجواء من التآخي والتسامح
تنتصب يافطة “الجمعية الإسلامية بالبيرو” بشموخ وإلى جانبها علقت عبارات التهنئة بعيد الفطر باللغتين العربية والإسبانية تضفي طابعا خاصا على صباح العاصمة ليما البارد.
تختلف السحنات والجنسيات التي تتقاطر على مقر هذه الجمعية لأداء صلاة عيد الفطر٬ غير أنه يوحدها عمق الانتماء للإسلام دين التسامح والإخاء.
مسلمون من المغرب وفلسطين والجزائر ومصر والعراق وأندونسيا وماليزيا وغينيا حرصوا منذ الساعات الأولى من صباح امس الأحد على الحضور للجمعية الإسلامية من أجل تأدية صلاة العيد وتبادل التهاني بحلول هذا العيد في أجواء روحانية.
حكيمة سيدة مغربية٬ متزوجة من فلسطيني وتقيم بليما منذ حوالي 15 سنة ٬ تواظب على الحضور إلى المسجد كل عيد ٬ ترافقها ابنتها مروة وابنها وحيد في خطوة تندرج في اطار جهودها لكي يحافظ الابناء على هويتهما الإسلامية.
وتوضح حكيمة في هذا الصدد “أبذل كل ما في وسعي لكي أقرب أبنائي من الدين الإسلامي ٬ وبأن أشركهم في الاحتفال بكل طقوس العيد٬ كما أحاول أن أزرع فيهم قيم ومبادئ ديننا الحنيف”.
بالنسبة لحكيمة فإن الاحتفال بالعيد يشكل مناسبة مهمة للتواصل مع الجالية المغربية المقيمة بالبيرو بالدرجة الأولى وبالمسلمين في البيرو سواء من الجاليات المسلمة أومن البيروفيين الذين اعتنقوا الدين الاسلامي الذين توافدوا بدورهم على المسجد الذي شيدته “الجمعية الإسلامية بالبيرو” .
مونيكا التي أصبح اسمها مونى بعد أن اعتنقدت الإسلام شابة بيروفية تحرص الي جانب مجموعة من صديقاتها البيروفييات المسلمات على التردد على مقر الجمعية الإسلامية خاصة في مناسبات الأعياد وخلال شهر رمضان من كل سنة .
وتقول منى في هذا الصدد “أشعر بأن طعم العيد ذو طابع خاص عندما أتقاسم هذه اللحظات مع مسلمين وإن اختلفت جنسياتهم إلا أنه يوحدهم الانتماء لعقيدة دينية منحتني السكينة والاطمئنان وعمق الانتماء”.
وتضيف منى “اعتنقت الإسلام منذ سنتين عن طريق صديق مسلم٬ وبدأت أتردد على المسجد لأستفسر عن كل ما له علاقة بالإسلام٬ في الحقيقة أشعر بأن حياتي تغيرت نحو الأفضل٬ وتخلصت من حالة التخبط التي كنت أعيشها من قبل”.
بابتسامة واسعة تقترب مونى من مجموعة من المسلمات الأندونسيات لتتبادل معهم التهاني ٬ وتؤكد “منذ أن أصبحت مسلمة أشعر بأن أسرتي أضحت كبيرة٬ فنحن هنا نتعامل كأفراد الأسرة الواحدة ونصر دائما على أن نتواصل ونحضر الندوات والأنشطة التي تنظمها الجمعية “.
وفي جو من الخشوع أدى حوالي 600 مسلم صلاة العيد واستمعوا إلى خطبة العيد التي أبرز فيها الإمام دلالات الاحتفال بعيد الفطر ٬ مؤكدا أن هذا الاحتفال يرسخ الانتماء لروح وعقيدة الإسلام ٬ وأن الاحتفال بعيد الفطر يعزز مشاعر التضامن الإسلامي وروح الصفاء والمحبة والإخاء.
ومباشرة بعد أداء صلاة العيد٬ نظم حفل إفطار جماعي حضرت فيه الحلويات بكل أنواعها ومختلف المأكولات المغربية٬ وذلك جريا على ما دأبت عليه سفارة المغرب بالبيرو في كل المناسبات الدينية .
وتساهم مصالح السفارة كذلك في كل الأنشطة التي تقوم بها الجمعية٬ علما أنها كانت قد أغنت í²مكتبة “الجمعية الإسلامية بالبيرو” بمجموعة من المؤلفات الإسلامية وأهدتها نسخا من مجموعة من الدروس الحسنية.
وفي هذا الخصوص أبرز إمام المسجد بالجمعية الإسلامية السيد أحمد محمد محمود العلاقة المتميزة التي تربط الجمعية بسفارة المغرب بالبيرو٬ مشيرا إلى المساهمة المتميزة لهذه السفارة في مجموعة من أنشطة الجمعية.
وأضاف “كل أفراد الجالية المسلمة بليما أصبحت تعرف المأكولات المغربية وخاصة الحريرة والكسكس ٬هذا نموذج فقط لمدى حضور المغرب في الجمعية”.
وعن أجواء الاحتفال بالعيد يوضح الإمام الذي قدم من مصر للبيرو منذ سنتين بأن الجمعية تحرص على أن يمر الاحتفال في أجواء عائلية.
وأضاف بأن الاحتفال بالعيد بمقر الجمعية هو مناسبة بالنسبة لمسلمي ليما لكي يتقاسمو لحظات من السعادة والتآخي في أجواء روحانية عميقة.
وقال “تحاول الجمعية أن تنقل٬ خاصة للبيروفيين٬ الصورة الحقيقة للإسلام كدين للتسامح والانفتاح والتآخي”٬ مشيرا إلى أن الجمعية تقيم ندوات كل يوم سبت للتعريف اكثر بالإسلام. وعلى الرغم من أن عدد المسلمين بالبيرو لا يتجاوز خمسة آلاف شخص حسب تقديرات الجمعية الإسلامية فان الإمام يشعر بسعادة كبيرة بكون هذا العدد في ارتفاع مستمر ٬ مضيفا بان حوالي 300 بيروفي يعتنقون الإسلام سنويا.