وزارة الثقافة التونسية تدين اعتداءات متشددين على التظاهرات الثقافية
أدانت وزارة الثقافة التونسية إقدام عناصر متشددة محسوبة على التيار السلفي٬ خلال الفترة الأخيرة٬ بالاعتداءات المتكررة على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من تونس٬ كان آخرها “مهرجان الأقصى” بمدينة بنزرت (شمال).
ووصفت الوزارة في بيان لها الثلاثاء٬ هذه “الاعتداءات المتواترة” بـ”المنزلق الخطير والغريب” عن تونس٬ معتبرة أن ما حدث “ليس اعتداء على حرية التعبير والإبداع فحسب٬ وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن المجتمع التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله”.
وأهابت وزارة الثقافة في بيانها ب”جميع الإطراف٬ التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة”٬ داعية إلى محاسبة الجهات المتورطة (في هذه الأحداث) وعدم التسامح معها”.
وفي سياق متصل٬ دعا رئيس الحكومة التونسية٬ حمادي الجبالي٬ خلال حفل نظم اليوم٬ بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك٬ إلى العمل على “تكريس مشروع دولة مدنية حقيقية تقوم على أسس الاعتدال والديمقراطية وتجذير الحريات٬ مع المحافظة على هوية الشعب التونسي وأصالته”.
وتأتي ردود الفعل هاته٬ على خلفية سلسلة من الأحداث التي شهدتها في الفترة الأخيرة عدة مناطق من البلاد٬ من بينها قيام نحو 200 من السلفيين مسلحين بالسيوف والهراوات والحجارة ٬ بمهاجمة مهرجان “نصرة الأقصى” أقيم قبل أيام بمدينة بنزرت ٬ احتجاجا على مشاركة المعتقل اللبناني السابق في اسرائيل٬ سمير القنطار٬ متهمين إياه بتأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كما أقدمت مجموعة من السلفيين قبل أسبوع بمدينة منزل بورقيبة٬ شمال العاصمة٬ بمنع عرض مسرحية للممثل الكوميدي التونسي ٬ لطفي العبدلي بدعوى مسها بالدين.
وفي منتصف غشت الجاري قامت عناصر سلفية بالاعتداء على أفراد فرقة موسيقية إيرانية كانت تشارك في مهرجان للموسيقى الروحية بمدينة القيروان (وسط تونس) ٬ بدعوى أنهم “شيعة”.
وقد عبرت أوساط حقوقية وسياسية تونسية ٬ من ضمنها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان٬ عن إدانتها واستنكارها لهذه الاعتداءات٬ معتبرة أن هذه المجموعات السلفية بلجوئها إلى “العنف وخروجها عن القانون” إنما تمثل “تهديدا للحريات وحقوق الإنسان”.
وكان وزير الداخلية التونسي علي العريض قد صرح بأن مصالح الأمن ستتصدى لهذه الممارسات وستطبق القانون على تجاوزات هذه العناصر المتطرفة.