مصرع زوجة امير سعودي “يهودية” في ظروف غامضة
أدى سقوط الفرنسية كانديس كوهين أحنين من شرفة منزلها على الطابق الرابع الواقع في الحي الثامن بالعاصمة الفرنسية باريس الى وضع النقطة الأخيرة في حياة الشابة التي توفيت عن عمر 34 عاماً، وليسدل الستار على الخلاف القانوني الذي دار في السنوات الـ 3 الأخيرة بينها وبين الأمير السعودي سطام آل سعود، حول الأحقية بتربية ابنتهما آية.
ونقلت صحيفة Le Parisien عن محامي كانديس كوهين أحنين، لوران تراكفينييه – شاربينتيه قوله انه تحدث الى موكلته قبل ساعات من الحدث المأساوي، حيث تناول معها الرحلة المزمع القيام بها الى الملكة العربية السعودية، مشيراً الى تطورات تصب في صالح أحنين ومن شأنها ان تؤثر إيجاباً على استعادة ابنتها آية البالغة من العمر 10 سنوات.
ويؤكد تراكفينييه – شاربينتيه ان موكلته كانت في غاية السعادة إزاء هذه التطورات، وان أقرباءها شاركوها سعادتها، مستثنياً إمكانية انها قررت الانتحار. وتؤكد وسائل إعلام محلية ان أحد أقرباء الراحلة صرح بأنها تستشعر خطراً يهدد حياتها لكنها لا تستطيع تحديد مصدره.
ووفقاً للمعلومات الأولية فإن كانديس كوهين أحنين فقدت السيطرة على توازنها أثناء محاولتها الانتقال من شقتها الى الشقة المجاورة عبر الشرفة، دون الإشارة الى الأسباب التي دفعتها للقيام بذلك، الأمر الذي تسعى السلطات الأمنية للكشف عنه.
وكانت مدينة الضباب لندن المكان الذي شهد ولادة العلاقة بين كانديس كوهين أحنين والأمير السعودي سطام آل سعود، الذي أكد لها انه لن يكون هناك ما يعيقه للزواج بها اذ انه “يهودي” مشدداً على ان ذلك “سر عائلي” وفقاً لما نقله موقع newsru.
ويؤكد الموقع انه بعد التعارف بين الأمير ووالد كانديس كان سليل العائلة الملكية يتوجه له قائلاً “بابا”، وان الرجلان كان يزوران كنيس، ومن ثم قررت الشابة المغرمة بالأمير مرافقته الى المملكة العربية السعودية.
بعد ولادة آية في عام 2001 فاجأ الأمير سطام زوجته بأنه يواجه مشكلة، اذ انه مجبر على الزواج بابنة عمه، مشيراً الى ان كانديس أحنين ستصبح زوجته الثانية، مما أثار غضب الشابة الفرنسية ودفعها الى مغادرة المملكة برفقة ابنتها الى فرنسا.
توالت الأحداث في غضون 7 سنوات انتهت بموافقة كانديس كوهين أحنين السفر الى السعودية بصحبة آية “لأسبوع على الأقل”. وما ان حطت السيدة بمطار الرياض حتى أخذت منها ابنتها فيما وضعت تحت إقامة جبرية في غرفة صغيرة جداً، وان شقيقة الأمير سطام التي كانت على علاقة طيبة بها لم تعد تناديها إلا بـ “اليهودية القذرة”، بالإضافة الى انها كانت تتعرض للعنف الجسدي وانها كانت تأكل بقايا الطعام وأجبرت على ان تقص شعرها بالكامل للتخلص من القمل كما تؤكد وسائل إعلام فرنسية.
وتضيف وسائل الإعلام هذه ان آية في لقاء قصير جمعها بوالدتها كشفت عن “انهم لا يسمحون لي بأن أسميك ماما ويقولون لي انك فقدت عقلك”. استمرت معاناة كانديس كوهين أحنين الى ان غادرت أراضي السعودية بعدما هددتها عائلة زوجها بأنها قد تخضع للمساءلة القانونية بسبب “دعوتها مسلماً الى الارتداد عن دينه واعتناق اليهودية”، الأمر الذي عرض حياتها لخطر مواجهة الحكم بالإعدام.
بعد عودتها الى باريس اتخذت كانديس كوهين أحنين بعض الخطوات، بما فيها القانونية من أجل استعادة ابنتها. وفي هذا السياق أصدرت كتاباً في يناير/كانون الثاني الماضي بالتعاون مع الصحفي كان كلود الفاسي يحمل عنوان “أعيدوا لي ابنتي”. وقبل حلول فبراير/شباط 2012 أصدرت محكمة فرنسية قراراً يقضي بانتزاع الوصاية على الطفلة من والدها ومنحها لوالدتها.
من جانبه تفاعل الأمير سطام آل سعود مع هذا القرار القضائي بشكل واضح ولا يدع مجالأً للشك في انه لن يخضع له اذ صرح بأن “ساركوزي لا يعنيني. وان اقتضى الأمر سأختبئ في الجبال مثل أسامة بن لادن وسآخذ ابنتي معي”، منوهاً بأنه لا يوجد اي سلطة للقضاء الفرنسي على ابنته لأنها أميرة سعودية بحسب وكالة “سرايا” للأنباء نقلاً عن صحيفة “دايلي تيليغراف”.
وتضيف “سرايا” ان الأمير سطام آل سعود صرح للصحيفة ان كانديس كوهين أحنين اعتنقت الإسلام ومن ثم تزوجا في لبنان وفقاً للشريعة الإسلامية، وانها كانت حرة بالسفر الى السعودية في أي وقت تشاء للتواصل مع آية، وانه بعد قرار الانفصال اتخذ قرار بحضانة مشتركة لابنتهما، رافضاً ما تناقلته وسائل إعلام عن احتجاز كانديس أحنين دون رغبتها في السعودية.