محاكم مراكش ترد الاعتبار للمستثمرين الاجانب وتنعش مجددا الاستثمار بالمغرب
مراكش الحمراء الهادئة , عرفت صخبا ولغطا كبيرا السنوات الماضية على مستوى النزاعات العقارية والتجارية, واوضحت البيانات الاحصائية ان عدد الملفات تضاعف لعدة اسباب اهمها : التزايد المهول في عدد الملفات المطروحة , التاخر في البث لتشعب الوقائع وصعوبة التبليغات وما يرتبط بهته التبليغات من مناورات , مما يصعب عملية البث امام القاضي , اغلب الملفات تحتاج للخبرة والخبرة المضادة الى غير ذلك من المشاكل المألوفة المطروحة .
هته الاشكاليات جعلت ارقام المحاور الاستثمارية , خصوصا لدى الاجانب تضمحل تدريجيا , وجعلت غالبيتهم يحزمون حقائبهم ويعودون الى مواقعهم حاملين اذيال الخيبة بعد ان حلموا بالاستقرار بمراكش وتوظيف امكاناتهم التجارية بها , بل ان منهم من غرر بهم من لدن وسطاء لتوكيلهم بموجب وكالات والسيطرة فيما بعد على احلامهم في مجال الاعمال والمال , فهربوا دون ان يقدموا حتى الشكاية لعلمهم المسبق انهم كانوا ضحايا نصب وان المحكمة لن تجد لهم السبيل لاسترداد الحقوق الضائعة .
في هذا الاطار اسدلت المحكمة الابتدائية بمراكش مؤخرا الستار عن الملف المعروف ب” روبيرطو” صاحب قصبة لاروطاندا اقدم مطعم بمراكش معروف بمعلمته التاريخية وتحفه الناذرة المعروضة به , حيث تعرض هذا الاخير الى عملية نصب وخيانة الامانة من طرف محاسب يدعى ” الشرقاوي جواد الذي اوهمه انه يقوم بالاجراءات المتعلقة بالضرائب والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لفائدة المستخدمين بعد ان يستخلص المبالغ اللازمة لذلك فيحولها لجيبه بدل الجهات المعنية , ليفاجئ الضحية انه مثقل بالضرائب والمستحقات لا يمكن مواجهتها .
فبعد جلسات ماراطونية امام هيئة موقرة لدى ابتدائية مراكش باشراف رئيس ها “ذ صابيق”, وبعد عدد من التأخيرات بين ماهي قانونية وغير قانونية , تم حجز الملف للمداولةتم الحكم على المتهم “جواد الشرقاوي “بسنة ونصف حبسا نافذا مع ارجاعه لمبلغ مائتي مليون درهم مع التعويض لفائدة المشتكي الاجنبي ” روبيرطو”
وكشف محام روبيرطو, الدكتور خالد الادريسي في مرافعته , على ان العناصر التكوينية لجريمة النصب وخيانة الامانة متوفرة في النازلة , وعلى ان كل الاثباتات والادلة تدين المتهم الشرقاوي الذي حاول دفاعه عبثا التصدي للاتهامات بادلة جوفاء لم ترقى الى سلب اهتمام الهيئة بها .
كما اشار محام روبيرطو الى الى ان هذا الملف هو ملف مفصلي من اجل اختبار دور القضاء في ضمان حق الاستثمار وتشجيعه وبالتالي ضمان التنمية المستدامة.
يشار الى ان هذا الحكم شجع عدد كبير من ضحايا ” المتهم الشرقاوي جواد “الذين وقعوا في شباكه منهم مغاربة واجانب , لرفع شكاياتهم وتظلماتهم من هذا الغول المقرصن لاموال المستثمرين معتقدا ان يد العدالة لن تطاله مادام يغذق جزءا من المال المقرصن على بعض من يراهم يشكلون ذرعا واقيا لعملياته الاجرامية داخل مدينة سياحية هادئة زعزعها بنصبه شباك صيد رجال الاعمال , وانتهت بذلك اسطورة محاسب نصاب لايقاوم , وتحية لرجال القضاء بمراكش.