وقاحة متسولات مرتيل وصلت لدرجة التقبيل..
اختلط الحابل بالنابل إثر هجوم المتسولين و المتسولات على شاطئ مرتيل، فتغيرت الصورة المثلى التي ألفناه عليها في صغرنا لتجعل من هذه المدينة الجميلة المثل الأعلى في تدفق من لا يجد حرجا في مد يده، و استعطاف و إلحاح في الطلب.
ألفنا وجوههم بسبب توافدهم إلينا كل عام، و كأنهم ينادون بعضهم البعض مصرحين:“جاء الصيف، إلى أماكن الاكتظاظ، و البقية تأتي…” و كما لا يخفى على أحد مدى توافد المواطنين من جميع أنحاء المغرب على مرتيل في هذا الفصل.
لا يجدون حرجا في الإلحاح على نيل ما يبتغون، بداﹰ بالدراهم لغاية ما يتواجد فوق الطاولة. يجعلوننا نبتلع ما طلبناه في المقهى “بالعقادي” كما نقول، متعمدين ذلك في بعض الحالات كي يصلوا لما يبتغون، و هم متأكدون من قدراتهم على خرق مشاعرنا لغاية مكامن ضعفها، و إن تعلق الأمر بإحراجنا أو إثارة غضبنا. لدرجة أننا نشاهد أحيانا من يقبل من امتنع عن منحهم صدقة. و قد حدث هذا بالأمس عل مرأى من الجميع عندما كانت عائلة جالسة تستأنس بعذوبة الجو الليلي الجميل ، فهمت فتاة بإحدى المقاهي بتقبيل رجلين أمام زوجاتهما و أبنائهما ، مما أثار غضبهما، فهماﱠ هذين الأخيرين بضربها وكاد هذا أن يحدث ما لا يمكن أن يحمد عقباه لولا تدخل الحاضرين.
أفلا يثير هذا ضجرنا و استياءنا؟
مرة أخرى نستنجد بمن “يرفدهوم” علينا و ينقدنا من أمثال هؤلاء لأنهم يفسدون استمتاعنا بما حبانا الله به من نعم، علما بأنهم ليسوا بأسوأ حال منا بحيث يتوفرون على ما يمكن أن يضمن راحتهم و استقرار حياتهم أفضل منا بكثير، إذ أن الجميع يعلم ما تذره هذه “السعاية” عليهم كما أنهم يرفضون بتاتا العمل بطرق أشرف و أنظف.
بمثل هذا يمكن أن يحفظ لمثل هاته الأماكن ماء الوجه فتبقى الصورة المثلى التي كانت عليها عالقة بأذهاننا ، و المتمثلة في نقاوة طابعها السياحي الجميل، و تظل أيضا مرتعا للاستجمام و الراحة و الاستمتاع، فقط لا غير.
عهدنا في صغرنا من كان يقوم بحملات تمشيط ضد هؤلاء المتسولين الذين يبعدون كل البعد عن العوز، همهم الوحيد هو احترافية هذه “الصنعة” اللاأخلاقية ،فيقوم من حجزوهم بالتحقيق معهم ، و إذا تأكد احتياجهم يودعون بدور العجزة لتتولى أمرهم بمساعدة المحسنين، و إن ثبت العكس يعاقبونهم لدرجة سجنهم في حالة تكرار ذلك .
بمثل هذا و غيره من الإجراءات التي يجب أن تؤخذ في حق من يخدش صورة العفاف و النبل المتبقية لدى العديد منا، نتمكن من تطهير مجتمعنا من هذه الآفات التي تجر وراءها ويلات لا تعد و لا تحصى ، و تكون لبنات لفساد أخر يتجسد في تصرفات هؤلاء في امتهانهم لحرف دمار و خراب تجر و راءها ما هو أسوأ كالدعارة و غيرها، و تساعد على تفشي ظواهر فساد متمثلة في الإدمان و شتى الجرائم التي تسقطنا في الهاوية و تسلخنا من إنسانيتنا، لتجعلنا في مساواة بطباع بعض الحيوانات القذرة و المتعفنة..