غابرييل.. قصة موهبة كروية من دون قدمين تثير اهتمام البَارصَا (+فيديو)
“الإرادة تصنع المعجزات”٬ مجرد فكرة مستحيلة بالنسبة للكثيرين ومسلمة قابلة للتحقق بالنسبة للقليلين ممن يؤمنون بالممكن٬ وبينهم الطفل البرازيلي غابرييل٬ الموهبة الكروية التي لفتت الأنظار وأثارت الدهشة بالبرازيل٬ بل واهتمام نادي برشلونة الإسباني٬ رغم عامل “الإعاقة”. غابرييل٬ ذو ال11 ربيعا٬ ولد من دون قدمين. لم يكتمل نموهما لدرجة تبدوان كما لو تم بترهما إثر بأس شديد أو ما شابه.
لكن٬ بمجرد مشاهدة مهاراته في رياضة تعتمد بالأساس على ما ينقصه٬ يتردد المرء كثيرا في إطلاق وصف الإعاقة على هذا الطفل البرازيلي. مراوغات وتسديدات قوية لاتخطئ المرمى وقتالية وقدرة على الركض بسرعة وعلى تمرير الكرة بمهارة بين أرجل الخصوم٬ كلها مواصفات تميز الطفل غابرييل ولا تجتمع بالضرورة في باقي أقرانه من سليمي البنية والجسم.
قصة غابرييل صارت حديث البرازيليين حينما سلطت عليها قناة “غلوبو” المحلية الضوء مؤخرا خلال برنامج رياضي شهري. الإعجاب والاستغراب طغيا على لسان كل من علقوا على حالته وموهبته٬ من أقارب وأصدقاء ورياضيين.
خلال ظهوره بالبرنامج٬ يبدو غابرييل بجسد سليم وطبيعي من ناصيته وحتى منتهى ساقيه٬ وليس حتى أخمص قدميه٬ فهما ما ينقصانه تحديدا. قال٬ وهو المتقن للغة المتمكن قولا وممارسة٬ إن حلمه هو اللعب مستقبلا لفريق برشلونة الإسباني وبارتداء رقم 10 الذي يحمله حاليا نجمه المفضل وقدوته٬ الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وما هو إلا يوم حتى تحقق جزء من الممكن ومن الحلم. تلقى دعوة من مدرسة تابعة للنادي الكاتلاني بمدينة ريو دي جانيرو وقضى هناك ثمانية أيام من التداريب في إطار دورة تكوينية لفائدة نحو 90 من البراعم من مناطق مختلفة من البرازيل.
“رائع٬ رائع٬ منذ اليوم الأول لوصوله أظهر رغبة كبيرة في التدرب والاشتغال”٬ هكذا علق جواكيم إسترادا٬ المشرف على مدرسة برشلونة بمدينة ريو بعد معاينة الطفل البرازيلي٬ الذي اعتبر أن ” لديه٬ بالطبع٬ مؤهلات للعب كرة القدم٬ وإذا واصل تدربه واشتغاله سيكون بإمكانه٬ مثله مثل أي طفل٬ أن يصل إلى ما يطمح إليه٬ يمكنه ذلك بكل تأكيد”.
جواكيم إسترادا صرح أنه ” في باقي مدارس برشلونة بالعالم نفتح الأبواب للجميع٬ لكن لم نصادف يوما حالة مثل حالة غابرييل٬ لكن هذا لا يطرح مشكلة بالنسبة لنا٬ سأتحدث لمسؤولي نادي برشلونة عنه٬ ومن دون شك سيمنحونه فرصة وسيختبرون مؤهلاته مثلما يفعلون مع جميع الأطفال في مثل سنه”.
أما ماوريسيو سواريز٬ متخصص فيزيولوجي بمدرسة النادي الكاتالاني بالمدينة البرازيلية٬ فصرح خلال ذات البرنامج أن غابرييل٬ ورغم أنه يفتقد لقدميه٬ يتمتع بقدرة كبيرة على تنسيق حركاته. الطموح للأفضل والأكبر والأبعد هو ما يسقل هذه القدرات وهذه الموهبة لدى غابرييل.
“كم قنطرة صغيرة قمت بها خلال المباراة؟”٬ يسأل صحافي القناة بعد مباراة تدريبية. “أربعة فقط”٬ يجيب الطفل… وفي نفسه شيئ من مزيد.
يجمع العارفون بشأن لعبة الساحرة المستديرة وجذورها على أنها وصلت إلى البرازيل أواخر القرن التاسع عشر عن طريق المواطن الإنجليزي من أصول برازيلية٬ شارلز ميلر. وفي حال جادل اثنان حول مهد سحرة اللعبة٬ فإن غابرييل أثبت أن المواهب الكروية المتفردة برازيلية المنبع٬ وبامتياز.