مسلسل “فرقة ناجى عطا الله” مسؤول عن مقتل 16 جنديا مصريا في سيناء!
صاحب هذا التفسير ليس مواطنا عاديا ولا أحد الموهومين بفرضية المؤامرة في كل شيء، بدءا من الموساد ووصولا حتى مسلسلات رمضان، لكن صاحبه هو وكيل وزارة الأوقاف المصرية بمنطقة السويس الدكتور كمال البربري، والذي نقلت عنه جريدة الأهرام العريقة تصريحه أن أهالي منطقة رفح ومنفذ كرم أبو سالم الذي وقع به حادث استشهاد جنود القوات المسلحة يؤكدون أن الحادث الآثم له 3 سيناريوهات، أولها أن مسلسل عادل إمام هو أحد الأسباب الرئيسية في وقوعه … فالمسلسل المعروض حاليا تم تصوير بعض مشاهده في مكان الحادث بمنطقة كرم أبو سالم، وكشف عن بطولة وانتصار أجهزة الأمن المصرية في اختراق الأمن الإسرائيلي والذي تزامن مع إعلان إسرائيل عن سحب رعاياها من سيناء قبل الحادث بأيام تحسبا لوقوع عملية إرهابية.
أما السيناريو الثاني فهو وجود كتيبة من المصريين والفلسطينيين المتواجدين داخل الحدود قاموا بتنفيذ هذه العملية، في حين يتمثل السيناريو الثالث في قيام جهات إسرائيلية بتمويل هذه العملية من خلال عناصر فلسطينية مجهولة اخترقت الحدود..!
طبعا هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المصريون عملا دراميا من أرشيف المخابرات المصرية، ولا هي المرة الأولى التي تبدي فيها قيادات الكيان الصهيوني انزعاجها من الأمر، بل إن برنامج الكاميرا الخفية الذي تقدمه إحدى القنوات المصرية تحت عنوان “الحكم بعد المزاولة” وتوهم فيه ضيوفها أنه يحضر برنامجا لقناة ألمانيا قبل اكتشافه أنه ضيف على القناة الإسرائيلية الثانية، يبدو أكثر إزعاجا للإسرائيليين من مسلسل عادل إمام، فالبرنامج على الأقل سمح لكثير من الضيوف بشتم الصهيونية على المباشر ورمي هذه الدولة المفبركة بالكثير من الأوصاف القبيحة، وبقدر ما يشتم الضيف إسرائيل، يتضاعف رصيده الشعبي من الحب والتأييد!
دراميا، شاهدنا كيف قدم المصريون مسلسلهم الشهير “رأفت الهجان” عن مغامرات الجاسوس المصري الشهير رفعت الجمال، قبل أن تتسرب الشكوك للجميع مع خروج إسرائيل برد مفحم يقول إن رّأفت الهجان كان عميلا مزدوجا، وقد انتهت قصته مع اغتيال أشرف مروان في لندن بطريقة تشبه قتل سعاد حسني، لأن الرجل كان يملك معلومات كبيرة ومهمة، ربما تزعج المصريين في عهد مبارك قبل الإسرائيليين!
الأمر ذاته وقع مع فيلم “الطريق إلى ايلات” من بطولة عزت العلايلي والفنان صلاح ذو الفقار في آخر أعماله، حيث خرج بعض المشاركين الحقيقيين في تلك العملية التي مثلت ضربة قاصمة لإسرائيل أثناء حرب الاستنزاف عام 1969، للقول إن أحداث الفيلم في واد والواقع في واد آخر تماما، حيث تعمدت السينما المصرية تمجيد البطولات الوطنية ضد العدو الصهيوني حتى وقعت في فخ الدعاية المجانية وبات الفيلم خياليا وليس مأخوذا عن قصة واقعية من أرشيف وملفات المخابرات مثلما يدّعي صانعوه!
أحيانا يتعمد الفنانون خلق بعض الدعايات من فراغ من أجل الترويج لمسلسلاتهم وأفلامهم، فيقولون حينا أن العمل محرّم مشاهدته من طرف بعض العلماء مثل مسلسل “ما ملكت أيمانكم” للسوري نجدت أنزور، أو تحاربه الصهيونية العالمية على غرار “فارس بلا جواد” لمحمد صبحي، فيؤدي ذلك إلى زيادة عدد مشاهديه وإعلاناته تحت شعار “كل ممنوع مرغوب” وهو ما يحدث حاليا مع مسلسل عادل إمام، والذي يبدو أنه وفي ظل الأخطاء التاريخية والدرامية الكثيرة فيه، لم يجد غير حادثة سيناء للاختفاء تحت صخبها بحثا عن استرجاع بعض المشاهدين في رمضان ولضمان تسويق العمل ما بعده لعدد أكبر من الفضائيات!