“رابطة المستقلين” توصي بالنموذج التركي والبرازيلي في المغرب
اعتبر، منصف بلخياط، رجل الأعمال ورئيس جمعية “رابطة المستقلين” أن جميع المؤشرات أصبحت تبرز بشكل جلي أن المغرب يعيش أزمة اقتصادية حقيقية، ويحتاج أكثر من أي وقت إلى عنصر “الثقة”، وذلك في تشخصيه للوضعية الاقتصادية والعوائق التي تواجه إنشاء المقاولات في المغرب، ضمن لقاء مناقشة نظمته “رابطة المستقلين” يوم الثلاثاء الماضي بالدار البيضاء.
وشدد بلخياط الذي شغل منصل وزير الشباب والرياضة في حكومة عباس الفاسي، على ضرورة خلق مناخ يمكنه جلب الثقة للابتكار وخلق المقاولات التي يمكن من خلالها النهوض بالاقتصاد الوطني.
من جهته، أوضح حميد بلفضيل المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار بالدار البيضاء، أنه ومنذ سنة 2011، لم يعد هناك اهتمام حقيقي للمستثمرين الاسبان والفرنسيين للاستثمار بالعاصمة الاقتصادية، في حين أبدى المستثمرون المصريون والليبيون والتونسيون، الرغبة في الاستثمار بالمغرب، خاصة بعد الوضعية الاقتصادية لبلدانهم جراء تداعيات ثورات “الربيع العربي” من جهة، والأزمة الاقتصادية العالمية التي اجتاحت منطقة الأورو من جهة أخرى.
من جهتها، أشارت غيثة لحلو المديرة العامة لمجموعة “سهام”، إلى أن التمويل من أهم العوائق التي تواجه إنشاء المقاولات المغربية، خاصة أن القروض البنكية تتطلب مجموعة من الضمانات التي يصعب توفيرها في الغالب.
وعرّج يونس العبيدان، مدير مؤسسة “كابيتال أنفيست”، على المقاولين المغاربة والمشاكل التي يواجهونها عند إنشاء مقاولاتهم الخاصة، حيث اعتبر العبيدان أنهم يحملون أفكارا جيدة، ولهم قابلية للاستثمار غير أنهم لا يلتزمون بالتسيير الجيد للمقاولات.
وأوصى المشاركون، في هذا اللقاء حول “المقاولات والابتكار لتحفيز النمو” إلى تبني التربية والتعليم والابتكار كأساس للتنمية الاقتصادية، مع إحياء روح المبادرة لدى الشباب في سن مبكرة، خصوصا وان المغرب يتوفر على إمكانيات هامة للمساهمة في التنمية الاقتصادية، رغم الموارد المحدودة، كما خلص المشاركون ضمن توصياتهم إلى أن الأزمة الاقتصادية التي يعانيها المغرب، نتجت عن انعدام الثقة وعدم وضوح الرؤية، وهو ما أفرز العديد من الظواهر السلبية. كما نصح المشاركون بإتباع النموذج التركي والبرازيلي في أن تكون الدولة هي الدعامة الأساسية لتشجيع الاستثمار.
جدير بالذكر، أن جمعية “رابطة المستقلين” هي عبارة عن خلية تفكير مستقلة، تهدف لإيجاد الحلول الملائمة لأهم الإشكالات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية المطروحة، من خلال تقديم برامج عمل ميدانية، كما تشكل حسب ورقة تعريفها، بديلا لاحتضان الشباب الدين يرغبون في الانخراط في العمل السياسي دون الحاجة إلى انتمائهم لأحزاب سياسية.