مغاربة يُفطرون الأحد مثل السعودية.. ويتبعون “التَّقِية”
أفطر عدد من المغاربة، يومه الأحد اقتداء بإفطار السعودية ومعظم البلدان العربية والإسلامية، بالرغم من أن المغرب أعلن بأن أول أيام عيد الفطر السعيد سيكون غدا الاثنين 20 غشت الجاري بسبب استكمال شهر شعبان لثلاثين يوما.
وأفطر هؤلاء “الموحدون” مع المفطرين في السعودية وباقي الدول الإسلامية تطبيقا لاعتقادهم بضرورة توحيد الصيام والإفطار أيضا في الأقطار الإسلامية، وغالبا ما تكون لديهم توجهات سلفية بالأساس تحثهم على الاستناد إلى ظاهر النصوص الدينية التي تأمر بالصيام والفطر بمجرد رؤية الهلال.
وقال أحمد، ناشط إسلامي في نهاية عقده الرابع، إنه مع توحيد الصيام في البلاد الإسلامية، مقرا بأنه صام أول يوم رمضان مثل كل عام يوم الجمعة مثل السعودية ومعظم الدول الإسلامية، وبالتالي فهو يفطر تأسيا بهم أيضا يوم الأحد لكونه يوم عيد وليس يوم صيام.
وأبدى الناشط السلفي، استغرابه من كون المغرب ظل وحيدا ومنفردا في إعلانه عيد الفطر يوم الاثنين دون جميع دول المنطقة العربية، وهو الشيء الذي يقول إنه لم يجد له تفسيرا أو مُسوغا مُقنعا من حيث الشرع ولا من حيث المنطق أو الواقع.
ويلتقط الحديثَ شابُّ آخر أقر بأنه أفطر الأحد مثل معظم المسلمين، مردفا بأنه لا يمكن أن يكون المغرب على صواب في مسألة رؤية الهلال، بينما ملايين المسلمين في شتى الأقطار والأمصار مخطئون في تحديد يوم العيد من عدمه.
وحول طريقة تكيفه مع الواقع حيث يُفطر هو بينما الأغلبية صائمون يوم الأحد، زيادة على مسألة صلاة العيد وإخراج الزكاة، وغير ذلك من الأمور التي تتبع الإعلان عن يوم العيد، أفاد هذا الشاب بأنه يتبع مثل العديدين غيره مبدأ “التقية” كما يقال، حيث يخفي إفطاره عن الكثيرين مخافة متاعب أو مضايقات هو في غنى عنها”، وفق تعبير الشاب.
ويتساءل البعض عن مبررات إفطار هؤلاء الذين يسمون أنفسهم “مُوحدين” لتحريهم توحيد الصيام والإفطار مع السعودية والبلدان التي تكون السابقة لرؤية الهلال، مضيفين بأنه على هذا الأساس يمكن اعتبار هؤلاء مثل أعضاء حركة “مالي” أو “ماصايمينش” ماداموا قد أفطروا يوم الأحد، وهو يوم صيام رسميا عند المغاربة.
وأوضح عضو أحد المجالس العلمية المحلية، فضل عدم ذكر اسمه، بأنه على المغاربة الالتزام بما يُعلن رسميا في البلاد بخصوص تعيين يوم الصيام أول رمضان أو أول أيام عيد الفطر السعيد، وذلك “ضمانا للوحدة والتماسك بين أفراد المجتمع”.
وتابع بأن الحديث الذي يحتج به المُفطرون في البلاد، والذين يدّعون اتباع نظام رؤية السعودية للهلال، وهو “إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا” لا يبرر إفطارهم يوم الأحد، ولا صيامهم سابقا يوم الجمعة بخلاف ما قرره البلد، باعتبار أن اختلاف المطالع تحتم على أن يكون “لكل بلد حكم نفسه” كما قال بذلك عدد من العلماء الثقات.