منيب والبراهمة يضعان “خارطة طريق” لتوحيد اليسار المغربي
قالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد ، إن حزبها لا يحارب الحكومة الحالية لأنه “لا سلطة لها” مؤكدة محاربة “الاشتراكي الموحد” لـ”أسس النظام الذي يتمسك بكل شيء”.
وأكدت منيب التي كانت تتحدث أول أمس السبت في ندوة بتاهلة حول موضوع “الوضع السياسي الراهن ومهام اليسار”، أن هناك “رجوعا للفكر التقدمي في الآونة الأخيرة حيث ظهرت حكومات تطالب بحماية المجالات الحساسة والخدمات العمومية من الخوصصة للحفاظ على الاستقرار على الأقل…”، مشيرة إلى أن “اليسار في عز ثورات الشعوب لم يكن مستعدا للقيام بواجبه لعدم جاهزيته بسبب التشتت”، وأنه اليوم – تقول منيب- “مطالب بثورة فكرية لتحديث آلياته ومد جسور التواصل مع الفئات العريضة للتجذر في المجتمع”، وهذا” لن يتحقق إلا بالقيام بتقييم شامل لليسار المغربي ومحاولة لمّ شمله وتكوين جبهة موحدة خاصة مع الظرفية الجديدة التي شهدها المغرب مع بروز حركة 20 فبراير” تورد الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد التي اعتبرت أن شباب 20 فبراير التقط الإشارة في الوقت المناسب” معبرة “عن وجود وعي وفكر وتصور لدى الشباب المغربي”.
وأوضحت منيب، في معرض مداخلتها عن السياق المغربي وربطه بالمتغيرات التي عرفها الدول من ثورات من أجل الديمقراطية، أنه “كانت نتيجة حتميا للأزمة التي يعيشها العالم المتمثلة في الأزمة المالية التي أرخت بظلالها على دول العالم الثالث، حيث عرف العالم بعد الربيع الديمقراطي بروز قطبيات متعددة فرضها سقوط أنظمة”.
ودعت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، في ختام كلمتها إلى توحيد صفوف اليسار وتغليب القواسم المشتركة بين التيارات على الخلافات الهامشية، من أجل “تقييم شمولي من شأنه أن يساهم في معالجة التشتت الذي أصبح لصيقا باليسار”.
من جهته تطرق المصطفى البراهمة، الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي في مداخلته لـ”السياق العالمي الجديد والعالم العربي ذو الأنظمة التي تعتمد الريع ولا تنتج، والمرتبطة اقتصاديا وسياسيا بالقطب المتحكم” موضحا أن المغرب لا يزال في بؤرة التوتر وأن “التبعية للقوى العالمية ما زالت قائمة بارتفاع المديونية الخارجية بشكل مهول في عهد حكومة بنكيران” الذي اعتبرها أنها “تكرس اقتصاد الريع الذي يزيد التبعية والخنوع للخارج” يقول البراهمة.
وأشار الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي، أن “السياق الذي نتج عن ثورات الشعوب وحركة 20 فبراير بالمغرب وصعود حكومة إسلامية اتّسم بغياب معارضة في المستوى المطلوب”، إضافة إلى “استمرار العزوف السياسي في الانتخابات الأخيرة مع استمرار التظاهرات الاحتجاجية في كل مناطق المغرب ككل” مبرزا “ضبابية العمل السياسي بالمغرب بحيث لا يمكن للمواطن” يردف البراهمة “أن يعرف اليسار من اليمين، لأن الدولة تعتمد هذه الآلية لكي لا تتضح معالم السياسة للمواطن”
وشدد البراهمة على” ضرورة بناء ذوات الأحزاب وأهمية الانفتاح على الطاقات الشبابية والحركات النسائية والحركات الأمازيغية وذلك من أجل بناء جبهة موحدة للنضال الشعبي”، كما دعا “كل القوى المناضلة إلى المبادرة للتحالف فيما بينها لوضع تصور شامل لمهام اليسار في الوقت الراهن..”.