20سنة لمتهم بقتل زوجته بالصويرة
لم تعد للحياة معنى لدى «ع.ب»، بعدما وجد نفسه وراء القضبان بفعل جريمة لم تكن في الحسبان.. جريمة الإجهاز على رفيقة عمره، التي اكتشف على حين غرة خيانتها له، إذ كافأت إخلاصه بالخيانة الزوجية.
استعصت الحياة لدى «ع.ب»، بأحد دواوير منطقة الشياظمة على الفهم، ليقرر الرحيل عن حياة الجفاف والعطش والحرمان والفقر، بحثا عن أفق أكثر امتدادا ورحابة. ولم تكن المدينة التي اختارها «ع.ب» ذو 30 سنة، سوى الدار البيضاء، التي تعانق يوميا العشرات، بل المئات من الشباب القادم من عمق المغرب بحثا عن حياة أكثر سخاء.
في البداية اشتغل «ع.ب» في قطاع البناء، وصار وجها مألوفا لدى رفقائه، لما عرفوه عنه من دماثة أخلاق وحسن سلوك، ورغبة جادة في العمل.
قضى عدة سنوات بالبيضاء، اشتغل خلالها بعدة شركات للبناء والتعمير، واستطاع أن يوفر رصيدا ماليا مهما، فتح أمامه آفاقا كبيرة، ما جعله يقرر العودة إلى منطقته قصد الزواج من تلك الفتاة التي تشغل باله كثيرا.. وكان أمله كبيرا في بناء عش الزوجية والبحث عن الاستقرار العاطفي والنفسي، وفي الوقت نفسه تلبية رغبة والدته التي كانت تحثه على الزواج.
كان»ع.ب» يجلس لوحده ساعات طويلة للتفكير في الفتاة التي يمكن أن تكون زوجة صالحة له، فكان تفكيره يتوقف عند «س.م» التي كان مغرما بها، رغم أنه لم يستطع يوما البوح لها بحقيقة المشاعر التي تخالجه.
بعد ذلك قرر العودة إلى مسقط رأسه، حيث أشعر والدته برغبته في الزواج، وإنهاء حياة العزوبة، وهو ما أثلج صدر والدته التي شعرت بالسعادة تغمر كيانها، وساورها الأمل في أن تصبح جدة.
تلقى «عمر» كل التبريكات والتهاني، ونال اختياره الزواج ب «س.م» إعجاب أفراد أسرته، إذ تقدم لخطبة من أسرتها التي وافقت على الأمر. بعد ذلك مر حفل الزفاف في جو من البهجة والحبور، بحضور أفراد عائلة الزوجين، وكذا سكان الدوار.
ومع كل شهر كان يكبر حب الزوجين، وغمرت بيتهما السعادة، حتى صارا نموذجا للزواج الناجح في نظر سكان القبيلة. لكن ثمة شيء يقلب هذه الحياة رأسا على عقب، ويحول كل تلك السعادة إلى تعاسة وشقاء. ففي أحد الأيام عاد الزوج من مدينة الدار البيضاء، مرهقا وفي حالة صحية حرجة، وحرصا منه على عدم إثارة فزع زوجته بمرضه لم يقم بإشعارها بمجيئه.
كانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا، بعدما عاد الزوج إلى منزله بأحد دواوير تالمست بإقليم الصويرة، إذ بمجرد أن فتح الزوج باب منزله، حتى لمح نورا منبعثا من غرفة نوم زوجته، فسارع متسللا إلى أن اقترب من باب الغرفة فإذا به يفاجأ بزوجته بين أحضان شخص آخر، حينها تناسى مرضه وسارع إلى شد خناق عشيق زوجته، الذي بادر وفي رمشة عين إلى إخراج سكين من جيب سرواله حاول بها تهديد الزوج كي يفسح له المجال للهروب، وهو الأمر الذي توفق فيه بعد أن رمى السكين على الأرض، وسارع الزوج إلى حمله، ليوجه به عددا من الطعنات إلى زوجته حتى أرداها قتيلة في الحين.
بعد ذلك، انطلقت فصول جديدة من البحث والتحقيق، أفضت إلى مؤاخذة الزوج من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار، والحكم عليه من أجل ذلك ب 20 سنة سجنا نافذا مع تحميله الصائر مجبرا في الأدنى، لتنتهي بذلك تفاصيل تجربة زواج ابتدأت بالحب وانتهت بالقتل فالسجن.