بنكيران للمغاربة: لا تَهُمّني شعْبِيّتي لديكم إن لم أُصلِح البِلاد
“إن عثرنا على البترول فلا حاجة لنا حينها في الزيادة في الأسعار على المواطنين” | “لا خير في منصب رئاسة الحكومة ان كان هدفه الحصول على ارتفاع الشعبية لدى المواطنين” | “الزيادة في أسعار المحروقات قرار مر لكن لا بد منه” | “صندوق المقاصة جعل للفقراء والضعفاء ليس للميسورين” | قال للمعطلين: “صوتّم علي في الانتخابات من اجل مصلحة البلاد وليس لتوظيفكم”.
بدا رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أكثر ثباتا في بداية ثاني لقاء تلفزي مباشر له منذ توليه رئاسة الحكومة والذي بُث مشتركا بين القناة الأولى والثانية والعيون الجهوية مساء أمس الأربعاء، والذي لاقى متابعة واسعة من طرف المواطنين، كما عرف تفاعلا منقطع النظير على صفحات الفيسبوك والتويتر، لكن سرعان ما استعاد بنكيران نفَسَه المعهود عليه من قفشات وتكرار جملته الشهيرة “فهمتيني ولا لا”، كما استحضر كثيرا لغة الأرقام من أجل توضيح مجموعة من القضايا الراهنة بالمغرب خصوصا فيما يخص الزيادة في اسعار المحروقات التي اعتمدتها الحكومة مؤخرا.
وقال بنكيران، الذي استفرد كثيرا بالحديث أمام محاوريه، الصحفيين فاطمة البارودي عن القناة الأولى وجامع كولحسن عن القناة الثانية، أنه هو من طلب هذا اللقاء التلفزي المباشر من أجل توضيح أسباب ما أقدمت عليه الحكومة من زيادة مفاجأة في أسعار المحروقات التي عرفها المغرب منذ نهاية الأسبوع الماضي، حيث أكد أن الأمر يعود إلى إنقاذ المغرب من عجز مالي خطير في الناتج الداخلي الخام سيصل إلى 7,5%، وذلك بالاعتماد على إحدى ثلاث خيارات: إما أن “نخفض ونحد من الاستثمار الوطني أي توقيف مشاريع بناء الطرقات والمدارس والمستشفيات بتكلفة 26 مليار درهم، أو المس بما اتفقت عليه الحكومة في اطار الحوار الاجتماعي مثل التراجع عن الزيادة الحاصلة في راتب الموظفين المقدرة بـ600 درهم للموظف أي 13 مليار درهم في الإجمال، أو لزيادة في أسعار المحروقات وهو الخيار السليم رغم أنه مُرّ” .
بنكيران دافع عن قرار حكومته الذي جنب المغاربة ارتفاعا في المواد الأساسية المدعمة كالسكر والبوطان، فيما ظل يسرد أثمنة بعض الخضر والفواكه مؤكدا عدم تأثرها بزيادة سعر المحروقات.
وظل بنكيران يتحدث كثيرا عن صندوق المقاصة الذي شدد على ضرورة تخصيصه للفقراء والمعوزين من خلال احداث صناديق اجتماعية كدعم الطلبة والمطلقات والمعاقين والمسنين، حيث تحتاج هذه العلمية، يضيف رئيس الحكومة، الى ضبط محكم كضرورة توفر المواطنين على حساب بنكي وبطاقة التعريف الوطنية بالإضافة الى نشر اسماء المستفيدين على الأنترنت من أجل التحقق من المحتاجين الحقيقيين.. يوضح بنكيران.
وعن لجوء الحكومة الى سياسية تقشفية، مثل الاقتطاع من أجور الوزراء، دافع بنكيران عن عدم امكانية فعل ذلك، مؤكدا أن الاقتطاع يجب أن يطال مجالات أخرى تدرّ الملايير من الدراهم على الدولة عوض بضع ملايين يمكن أن تقتطع من مجموع أجوز وزراء الحكومة التي تقدر بـ42 مليون درهم.. كما شدد على عدم التراجع في اعتماد المباريات من أجل توظيف حاملي الشواهد العليا، قائلا: “يأتيني بعض المعطلين الذين أجد منهم المتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية بل والأعضاء منه، فأقول لهم: قمتم بالتصويت علي في الانتخابات من اجل مصلحة البلاد وليس لتوظيفكم”.
أما عن تاريخ الانتخابات الجماعية الذي اثار ردود فعل متباينة من الأغلبية والمعارضة، فقد أورد بنكيران بأن الموعد الانتخابي من الصعب تنظيمه في وقته هذه السنة، إلا أنه أعطى تاريخ يوليوز من العام القادم كموعد مرتقب ومُقدّر، مضيفا “أقول للجماعات المحلية: نوضو تخدمو بلا ماتسناو الانتخابات”.
وتحدث رئيس الحكومة عن أرقام أبرزها: الدولة تساهم في صندوق المقاصة بـ 2 مليار درهم للدقيق و 4 مليار درهم للسكر و 12 مليار البوتاغاز، الدولة خصصت 32,5 مليار درهم لصندوق المقاصة هذا العام بمعدل 3 مليار درهم شهريا إلى حدود يوليوز القادم، مع ارتفاع سعر البترول من 100 دولار إلى 117، صار معدل استهلاك صندوق المقاصة هو 6 مليار درهم عوض 3 مليار درهم أي أن الدولة تحتاج إلى 26 مليار درهم من اجل دعم صندوق المقاصة، لكل قنينة غاز: الدولة تدفع 100 درهم مقابل 40 درهم للمواطن، 300 مليار درهم هي ميزانية الدولة، تعويضات الوزراء الشهرية : 15 ألف درهم تعويض عن السكن و43 الف درهم كأجرة قارة، الميسورون المغاربة يستفيدون 5 مرات أكثر من الفقراء من صندوق المقاصة و6 مرات أكثر من المحروقات.
كما أورد بأنّ الدولة رصدت: مليار درهم صندوق تشغيل الشباب، 500 درهم شهريا للنساء الأرامل كحد أدنى، 300 مليون درهم إضافية للطلبة ابتداء من السنة القادمة بزيادة قدرها 200 درهم للطالب، 3 مليار درهم لنظام راميد الطبي، 160 مليون درهم كتعويض للنساء المطلقات بمعدل 1050 درهم شهريا للمرأة المطلقة.
“الجديد هو أني وْلْفْت الكرافاطة”، كانت آخر قفشة ختم بها بنكيران لقاءه التلفزيوني حين سأله الصحفيّ جامع كلحسن عما تغير في حياة رئيس الحكومة منذ توليه المسؤولية.