قربال : يجب على الإسلاميين تذويب الحساسيات وأنانية البناء لوحدهم
ما أسهل النجاح في الربيع العربي، وما أصعب تدبير مرحلة ما بعد الانتفاضة لبناء مؤسسات قوية، ولا يمكن لفصيل من الفصائل ادعاء بناء الصرح الجديد لوحده، وأدركنا ذلك في التجربة المغربية”، بهذه العبارة تحدث نور الدين قربال، رئيس اللجنة السياسية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، على هامش مشاركته في الملتقى الدولي التاسع للراحل محفوظ نحناح المنعقد بالعاصمة الجزائرية، يومي 15 و16 يونيو2012، من طرف حركة مجتمع السلم. وأوضح قربال، بأن الثورات العربية هي نتيجة نضال الحركات الوطنية، وأن الربيع العربي عجل بالإصلاحات، في ظل بروز قوى جديدة بأمريكا الجنوبية وآسيا، وبقاء الاستثناء والتخلف في العالم العربي الغني بثرواته خاصة بعد انهيار دول أوروبية، مما أبرز احتجاجات تدعو لنهضة عربية وانتفاضة ضد معالم الاستبداد، مضيفا “يجب استحضار الآخر (الغرب) الذي يريد أن يستفيد من خيرات وطاقات البلاد العربية، وعليه يتطلب الأمر توافق للتدبير الداخلي ونريد تذويب الحساسيات لبناء دولة المؤسسات لمواجهة الاستبداد بمؤسسات ديمقراطية وحكومة قوية، وننهج الحكامة وبسط المسؤولية بالمحاسبة وتفعيل القضاء والتفكير في التنمية الاجتماعية”.
وأكد قربال بأن الرؤية الأحادية لن تنجح، والدستور هو القاعدة، وأنه لا يجب التركيز على منصب الرئيس المتغير، وأن المطلوب من الإسلاميين أن يتواجدوا في مؤسسات التدبير العام.
وعن التجربة المغربية يقول قربال “ليس لدينا أغلبية مطلقة، والمهم في المغرب أننا وضعنا الدستور وحصل توافق، والمعارضة باتت واضحة وصلاحيات الملك واضحة”، مضيفا “لقد وجدنا مشاكل وعجزا تركته الحكومات السابقة، تلاها الجفاف والأزمة المالية وارتفاع أسعار البترول، وكنا مضطرين لإجراءات اقتصادية كرفع أسعار الوقود، ومع ذلك أعطت الحكومة إشارات اجتماعية قوية، منها رفع منحة الطلبة بداية من شهر أكتوبر تصل إلى 300 درهم و 200 درهم، ووضعنا صندوق التكافل العائلي مهمته إعطاء راتب للمطلقات العاجز أزواجهن السابقين على تسديد النفقة، بالإضافة إلى صندوق التماسك الاجتماعي تموله الباترونا مقابل أرباح”.