بنكيران: لسنا ضِد الشعب.. وأجورنا الأعلى في المنطقة
المُعارضة لبنكيران: تركتُم المُواطنين يُواجِهون بعضهم في الأسواق
يبدو أن رئيس الحكومة، عبد الاله بنكيران، استوعب شيئا فشيئا أن المتلقي لكلامه بدأ يفهم خطابه، لذلك غابت عنه كلمته المشهورة “فهمتني ولا لّا”، إلا في فرصة واحدة مخاطباً وزيري الداخلية والفلاحة، وهو يجتاز الامتحان الشفوي الشهري الثاني صبيحة اليوم الجمعة بمجلس البرلمان.
ففي الشق الأول من النقاش المخصّص لقرار الزيادة في أسعار المحروقات، سجلت المعارضة البرلمانية حضورا قويا بمواقف فرقها، حيث ترددت كثيرا المطالبة بضرورة فتح حوار وطني من أجل إصلاح “حقيقي” لصندوق المقاصة، الذي ظل حبيس “التخبط” منذ سنوات، في الوقت الذي عابت على رئيس الحكومة قرار الزيادة في أسعار المحروقات، الذي وصفته المعارضة بالانفرادي والاعتباطي.
كما طالبت الفرق البرلمانية المعارضة بضرورة إلغاء هاته الزيادة “المفاجأة”، مبررة ذلك بكونه مطلبا وطنيا وشعبيا، معتبرة في الوقت نفسه أن توقيت وظروف الإقدام على ذلك القرار غير مناسبين تماما، خصوصا مع اقتراب أبواب العطلة الصيفية وشهر رمضان والدخول المدرسي وعيد الأضحى.
ومن جهته، اتهم الفريق الدستوري المعارض عبد الإله بنكيران بترك المواطنين أمام قرار الزيادة الذي وصفه بالحارق والاعتباطي، بقوله: “تركتم المواطنين يواجهون بعضهم بعضا في الأسواق والطرقات”، مضيفا “ركبتم الحلول السهلة وتوجهتم مباشرة إلى جيوب المواطنين”.
أما فرق الأغلبية، فقد اعتبرت أن قرار الزيادة في المحروقات جاء تحت إكراهات دولية صعبة، ورغم ذلك “فقد تقبله المغاربة وتفهموا منطق القرار”، مطالبة رئيس الحكومة بضرورة البحث على موارد أخرى لصندوق المقاصة والإسراع في إصلاحه، مع ضرورة تنفيذ اجراءات موازية ومتكاملة في باقي المجالات والقاطاعات.
وفي غضون ذلك رد رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، على مداخلات وأسئلة فرق الأغلبية والمعارضة بهدوء ومن دون توثر، حيث غابت عنه القفشات المعهودة عليه، وظل يدافع على قرار الزيادة في المحروقات بقوله “لم نأت ضد الشعب.. ويجب في نفس الوقت التوضيح لهذا الشعب”. كما استعرض لائحة من القرارت الاجتماعية التي اتخذتها حكومته قبل الإقدام على الزيادة في أسعار المحروقات، مثل منحة الطلبة، التي قال عنها “لم يطلب مني أحد الزيادة في منحة الطلبة.. ومع ذلك قمت بذلك”، إضافة الى نظام التغطية الصحية “راميد” والزيادة في الحد الأدنى للمعاشات وتوفير منحة شهرية للنساء في وضعية صعبة.. ليعرج بعدها على قرار التوظيف بتأكيه أن “التوظيف المباشر في الوظيفة العمومية تخريب للبلاد”.
وبخصوص الأجور والطبقة الوسطى، أكد رئيس الحكومة أن أجور المعلمين والأطباء والمهندسين المغاربة هي الأعلى في المنطقة، مقارنة مع الجزائر وتونس وليبيا ومصر، مضيفا أن أجور مهندسين مغاربة تفوق أيضا أجور نظرائهم في الجارة الشمالية إسبانيا
بنكيران استحضر إيران ليضرب بها مثالا على ضرورة طمأنة الأثرياء ورجال الأعمال المغاربة، مشيرا أت الثورة الإيرانية دفعت بالعديد من رجال الأعمال للهروب إلى الغرب، و”يجب أن نُطمئن الأغنياء على ثورتهم في بلادهم.. وليس أن يهرب ويترك البلاد في أزمة سياسية”، يقول رئيس الحكومة.