العلاّم عن وفاة رشيد وسعيد: الأخطاء الطبّية لا زالت تحصد الأرواح..
توفي رشيد واكريم، ضحية خطأ طبي سبق وأن طاله على مستوى العين، متأثرا بمرض السرطان.. وكان واكريم قد لحقه إهمال بعد إجراءه لعملية جراحية، على عينه اليمنى لاستئصال “الجلالة”، بمستشفى 20 غشت من مدينة الدار البيضاء.. وكان ذلك قبل 3 سنوات بشكل أفضى لتعفّن وفقدان البصر.
رشيد واكريم، المتوفّى عن 26 ربيعا، فارق الحياة وسط أسرته الفقيرة التي تضم 10 أفراد بدوار سيدي الطيبي بسيدي معروف أولاد حدو.. وأسلم رشيد الروح وسط غرفته التي كان يصارع بها المرض عقب رفض المستشفى التكلّف بحالته المتقدّمة في الخطورة.
في سياق متصل، لا تزال جثة الشاب سعيد متواجدة بمستودع الجثامين بعد رفضت أسرته لدفنه إلى حين “التوصل لحقيقة وفاته الغامضة” حسب تعبيرها.. وقد كان سعيد، المتزوّج والبالغ من العمر 28 سنة، قد طاله “خطأ طبيّ أفضى لدخوله في غيبوبة من يومين أثناء إجرائه لعملية جراحيّة بمصحة الليمون بالعاصمة الرباط” وفق تعبير ذات الأسرة.
وتقول مصادر مقربة من المتوفّى إن أسرته “تعرضت لضغوطات من أجل إخراج الجثة من مستودع جثامين المصحة..”، في حين قدّمت شكاية إلى النيابة العامّة بالمحكمة الابتدائية عن خطأ طبي مفض لغيبوبة سعيد ثم وفاته، وقد رُدّ عليها من لدن القضاء الواقف بتقرير تشريح الطب الشرعي الناعت للوفاة بـ “الطبيعيّة”.
سعيدة العلام (الصّورة) قالت لهسبريس، وهي رئيسة جمعية “قلوب الرحمة” المهتمة بقضايا الأخطاء الطبية والمتبنية لقضيتي رشيد وسعيد، ، إن “حرب الأخطاء الطبية بالمغرب تحولت إلى جرائم لازالت تحصد أرواح شباب.. تاركة المعاناة لأسر الضحايا قبل وبعد الوفاة”.
واستغربت سعيدة، وهي التي كانت ضحيّة خطّأ طبي أثناء إجرائها لعملية قيصريّة، كيف أن عمليتين بسيطتين على الفك والعين تؤديان إلى الإصابة بأمراض سرطانية ثمّ الوفاة، وزادت “الأطباء المخطؤون يحاولون التهرب من المسائلة القانونية وإخفاء أخطائهم عوض الاعتراف”.
ذات الجمعوية قالت إنّ الدولة ينبغي عليها تحمّل كافة مصاريف الضحايا زيادة على تعويضات ذوي الحقوق.. ومنها وجّهت دعوة لمراقبة نشاط الأطبّاء وتوفير أطر صحّية ذات كفاءة للتدخّلات الجراحيّة.